أخبار عاجلة
الرئيسية » غير مصنف » الفرق بين الحوار والجدال Dialogue debate

الفرق بين الحوار والجدال Dialogue debate

الفرق بين الحوار والجدال

ممّا ابتليت به الأمّة ظاهرة الجدل التي انتشرت على شاشاتنا التّلفزيونيّة بين النّاس بعضهم البعض ، فترى الكثير ممّن يدّعي العلم و المعرفة زوراً و بهتاناً يتكلّم في أمور النّاس و يجادل بغير الإستناد إلى قاعدةٍ علميّةٍ و معرفيّة ، و بدون وضع هدفٍ محددٍ من كلامه و جداله مع النّاس و لأجل الجدل العقيم فقط ، و قد أطلق الله سبحانه و تعالى صفة الجدل على الأقوام السّابقة الذين كانوا يجادلون لأجل الجدل فقط و بدون هدف ، فقال تعالى ( إنّ الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطانٍ أتاهم ، إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) ، فقد شبّه الله سبحانه حال المجادل و كيف يتكبّر عن قبول الحق و يرفضه ، و قد بيّن النّبي الكريم ارتباط الجدل بالضّلال بعد الهدى بقوله ( ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل ) . و إنّ هناك صورةٌ حسنةٌ من صور الجدال و هي الجدال مع أهل الكتاب ، حيث يحاورهم المسلم بالتي هي أحسن ، قال تعالى ( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ) ، و قد بيّن النّبي صلّى الله عليه و سلّم جزاء من ترك الجدال و المراء قائلاً ، أنا زعيمٌ ببيتٍ في الجنّة لمن ترك المراء و لو كان محقاً . أما الحوار بين النّاس بعضهم البعض فمندوبٌ و خاصةً لطالب العلم و السّاعي نحو الحقيقة و المعرفة ، و من الأمور التي استحدثها النّاس للوصول إلى فكرةٍ معينةٍ و حلولٍ مناسبةٍ ما يسمّى بجلسات العصف الذّهني ، حيث يجلس النّاس المتحاورين في دائرةٍ معيّنةٍ يطرح كل منهم أراءا خلاّقة تستثير عقول بعضهم البعض لإنتاج مزيدٍ من الأفكار و من ثمّ الوصول إلى فكرةٍ خلاّقةٍ أو حلٍ مناسبٍ ، و قد كان أسلوب الحوار منذ الخليقة حيث حاور الله سبحانه و تعالى إبليس و كذلك حاور الأنبياء أقوامهم ، فالحوار هو لغة التّواصل بين النّاس من أجل الوصول إلى غاياتٍ نبيلةٍ سامية ، فالمحاور له صفات خاصة تميّزه عن الإنسان الذي يجادل بدون هدفٍ أو غايةٍ فهو مستمع جيد ، يقبل بالحق و يذعن له ، فثمار الحوار هو ما ينشده المتحاورين دائماً .

عن mhd

شاهد أيضاً

الفرق بين شاشات LED وشاشات LCD

الفرق بين شاشات LED وشاشات LCD من الناحية التقنية في البداية جاءت تسمية شاشات LCD بهذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *