الرئيسية / التعليم في سوريا / المنهاج / التعلم الوجداني “المهارة النادرة هي أن تكون غاضباً مع الشخص المناسب، بالدرجة ال
مختلف
مختلف

التعلم الوجداني “المهارة النادرة هي أن تكون غاضباً مع الشخص المناسب، بالدرجة ال

التعلم الوجداني

“المهارة النادرة هي أن تكون غاضباً مع الشخص المناسب، بالدرجة الصحيحة، في الوقت المناسب، للغرض المناسب وبالطريقة الصحيحة.”
أرسطو

لا يحسن الكثير من التلاميذ التواصل مع أقرانهم بطريقة تستند على الاحترام المتبادل. لذلك قد يكونون في حالة نزاع، وتكون علاقاتهم مع الآخرين متوترة و غير سوية،
وهذا يقلل من احتمالات نجاحهم الحياتي والأكاديمي، ويشتت مجهودهم وطاقاتهم.
وهنا يأتي دور المعلمين والمرشدين لمساعدة أولئك الطلبة في الحفاظ على علاقات إيجابية بينهم، والحفاظ على المجتمع السلمي والبيئة الآمنة التي يفترض أن تتوافر داخل الصف. وذلك عن طريق مساعدتهم على إدارة النزاعات التي تنشأ بينهم

إذا أردنا أن يعرف التلاميذ كيفية التعامل مع الآخرين مع الاحترام المتبادل وقبول الآخر ( وخاصّة في ظروف الحرب التي نمر بها) ، فنحن بحاجة إلى توفير الفرص لهم للتفاعل وبناء العلاقات الإيجابية مع الأشخاص المختلفين وفي المواقف المختلفة بما في ذلك مواقف النزاع.
علينا أن نكون نحن البالغين( المدرسين والأهالي) قدوة لهم في ممارسة هذا السلوك. وعلينا كذلك مساعدتهم على تعزيز الوعي الذاتي لديهم وفهم مشاعرهم الذاتية من جهة، والتعاطف مع الآخرين وفهم وجهات النظر المختلفة والنظر إلى الموقف من جوانب متعددة.

هذه هي التربية الوجدانية.
وهي موجودة منذ بدء التعليم، لدينا جميعاً ذكريات عن مدرسين قمة في الوجدان…. أثروا فينا تأثيراً مدى الحياة
إن الأطفال يريدون دائماً أن ينهوا كل درس بإعداد قائمة من الإطراءات والإيجابيات . إن هذا يولد إحساساً بالإغلاق بالنسبة للموضوع بشكل إيجابي.

كثيراً ما يستخدم المدرسون القصة أو سيرة الحياة لتقديم موضوعات لتلاميذ الصف . وهذا المدخل غير المباشر يمكن أن يكون فعالاً علي وجه الخصوص حين تقدم المشاعر والمآزق أو المواقف التي قد تكون حساسة أو صعبة بالنسبة للطلاب .
وبالنسبة للتلاميذ الصغار قد يبدأ المدرسون بقراءة كتاب للأطفال يثير الموضوع . مثلاً إذا كان الصدق في القول قضية فقد يستخدم المدرس علي سبيل قصة عن طفولته لتوفير مادة يستطيع التلاميذ أن يفهموها و يستجيبوا لها.

أما الآن أصبح إدراج مادة خاصة توفر التعلم الإجتماعي العاطفي أمر جيد إن توفرت الظروف لذلك

ماهي المهارات التي يكتسبها التلميذ من التعلم الاجتماعي العاطفي:

الوعي الذاتي:
وهو القدرة على معرفة ذاته وعواطفه وأفكاره، وتأثيرها على سلوكه، وكذلك الوعي بمواطن القوة والضعف لديه.

الإدارة الذاتية:
هي القدرة على تنظيم عواطفه وأفكاره وسلوكياته بفعالية في المواقف المختلفة

الوعي الاجتماعي:
وهو القدرة على تقبل الآخرين وتقبل وجهات نظرهم والتعامل معها،

مهارات العلاقات:
وتعني القدرة على إقامة علاقات صحية مع الآخرين والحفاظ عليها وهذا يشمل التواصل، الاستماع، التعاون، التفاوض وطلب المساعدة وتقديمها عند الحاجة.

صنع القرار:
وهو القدرة على اتخاذ القرارات الشخصية، والمشاركة في اتخاذ القرارات الجماعية. يمكن للطلاب ممارسة صنع القرار الجماعي ووضع قواعد الفصل الدراسي.

هذه المهارات تعمل على تحسين نتائج التعلم وتوفر حوافز للتطور الذاتي مدى الحياة،
فالبيئة المدرسية ذات أهمية جوهرية في دعم تعليم هذه المهارات للطلاب.
أظهرت العديد من الأبحاث أنه يمكن تعزيز التطور العاطفي الاجتماعي، ويمكن تدريس المهارات والمواقف والسلوكيات الاجتماعية والعاطفية باستخدام مجموعة متنوعة من الأساليب منها:
مشروع حل النزاعات الإبداعي ، يعلم الطلبة حل النزاعات ومهارات العلاقات بين الأشخاص. والقيام بمشروع مشترك وتقديمة في نهاية العام…
وقد وُجد مع تطبيق التعلم الوجداني أنّ مهارات الطلبة الاجتماعية والعاطفية قد تحسنت وانخفض سوء السلوك والعنف، كما أصبح لدى الطلبة ثقة أكبر بالنفس وتوتر عاطفي أقل دون أي انحدار في الأداء الأكاديمي.
على الرغم من أن بعض المعلمين يجادلون ضد إضافة هذا النوع من البرامج إلى المناهج لأنها تأخذ وقتاً قيماً من صميم المواد الأساسية، والصعوبة في الدوام وخاصة الدوام المسائي
إلا أنّ التطبيق الصحيح للتعلم الوجداني يعطي نتائج مدى الحياة. نرجو من الله التوفيق للطلاب والمعلمين في هذه الخطوة الجديدة

هند حيدر