الرئيسية / أخبار / الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأسد إلى روسيا كانت م

الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأسد إلى روسيا كانت م



الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الأسد إلى روسيا كانت من أفضل الزيارات … الوزير المقداد في حوار مع «الوطن»: الأجواء الدولية باتت أقل عدائية وهناك إدراك عربي بأن الأوضاع الحالية لا تفيد أحداً

أكد وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد أن التغير بالنسبة للعلاقة بين سورية ومحيطها العربي بدأ منذ زمن، وهذه التغيرات مرتبطة بالتطورات الدولية، التي أقنعت المزيد من الأشقاء العرب بأن التضامن العربي والوقوف إلى جانب بعضها بعضاً، قد يساعدان بعض هذه الدول على تجاوز الظروف الصعبة التي مرت وتمر بها، وأنه لا يمكن لهذه الدول أن تضمن مستقبلها بالاعتماد على الدول الغربية وضماناتها، مشدداً على أن الحوار العربي– العربي لم ينقطع، معبراً ومن خلال اللقاءات الأخيرة الكثيرة التي جرت من قبل وعلى هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة عن تفاؤله بأن تبدأ حوارات أكثر عمقاً وأكثر فائدة وأن تجري لقاءات سورية عربية خلال الفترة القادمة، ولاسيما أن هناك إدراكاً أكثر من جميع الأطراف بأن الأوضاع الحالية لا تفيد أحداً، وبأن المخططات الغربية تهددنا جميعاً، ولا تريد الخير لنا، وهي تريد التغيير بما يسمح بالهيمنة والسيطرة للدول الغربية والولايات المتحدة على مقدراتنا.

المقداد وفي حوار مطول أجراه مع «الوطن»، بيّن أن ما تسعى له سورية الآن هو أن تكون العلاقات العربية- العربية علاقات طيبة لمصلحة البلدان العربية، وألا تقوم على تنازع عربي– عربي، وإنما على تنازع مع من يحاول إيذاء المصالح العربية، فعدونا الأساسي ليس الدول العربية، عدونا الأساسي هو «إسرائيل»، مؤكداً أن ما تتمناه سورية هو أن نضع الماضي خلفنا لننظر إلى الحاضر والمستقبل.

وعبر الوزير المقداد عن تأييد سورية للحوار بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والدول العربية في الخليج، وأي دولة عربية تريد بناء علاقات طيبة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أو إذا رغبت الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أن نكون أيضاً مساعدين وميسرين لأي حوار، فسورية جاهزة لذلك، لأنها تؤمن بشكل دقيق بأن التضامن العربي الإسلامي هو الطريق الصحيح لمواجهة التحديات التي تعترضنا جميعاً.

ولفت الوزير المقداد إلى أننا في سورية، نعاني ثلاث قضايا: الاحتلال التركي للشمال الغربي من سورية، ودعم تركيا للإرهاب، ثانياً الاحتلال الأميركي للشمال الشرقي من سورية ودعم الولايات المتحدة لحركة انفصالية واهمة، وثالثاً العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة على سورية للنيل من سيادتها واستقلالها، وهذا عمل غير مقبول دولياً ويتناقض مع ميثاق الأمم المتحدة ومع قوانين العصر الحديث، وهذه العقوبات اللاإنسانية المفروضة على سورية، والتي أوصلت بعض مواطنينا إلى حافة الفقر والجوع أحياناً، والصفوف الطويلة على أبواب المخابز أو عند محطات الوقود، هي نتيجة أساسية لهذه العقوبات اللئيمة وغير المسبوقة، مشدداً على أن ما لا يمكن أن «نتسامح به هو هذه العقوبات والدعم الذي تقدمه الدول الغربية للإرهاب في سورية لقتل الأبرياء والمدنيين».

وكشف الوزير المقداد أن الأجواء الدولية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الأخير كانت في هذه المرة أقل عدائية، و الكثير من الدول لم تتطرق إلى الموضوع السوري على الإطلاق، مضيفاً: «كنا نشعر في قراءتنا بين السطور لمعظم البيانات التي ألقيت، بأن العالم يتفهم أن الأزمة التي فرضت على سورية هي أزمة مفتعلة وهدفها تخريب الدولة السورية، ودعم الإرهاب ودعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وهذا بدأ يتراجع بشكل ملحوظ».

الوزير المقداد بيّن أنه عندما حضر وفد لبناني من ثلاثة وزراء ومعنيين آخرين إلى سورية مؤخراً، كان الهدف الأساسي هو وقوف سورية إلى جانبهم، بما أن بلداً عربياً يعاني مشاكل الغاز والطاقة الكهربائية وعدم توافر المحروقات، فإن سورية ستقف دائماً إلى جانبه، مبيناً أن سورية لا تسعى لتحسين وضعها الاقتصادي على حساب الآخرين، بل تسعى لأن نكون جزءاً لا يتجزأ من وضع عام يشعر فيه الإنسان في هذه المنطقة في الوطن العربي بأن مصيره مرتبط بمصير الآخرين وبأننا عندما نسعى إلى النهضة يجب أن ننهض معاً.

وعبر وزير الخارجية والمغتربين عن تفاؤله خلال الأسابيع والأشهر القليلة القادمة، بأن تكون هنالك خطوات من خلال الجهد الاقتصادي الذي تبذله الدولة السورية، ومن خلال انفتاح عربي حتى لو كان بسيطاً، لكي نتجاوز جميعنا الصعوبات المعيشية التي نعانيها.

الوزير المقداد كشف أن الزيارة الأخيرة التي قام بها سيادة الرئيس بشار الأسد إلى الاتحاد الروسي كانت من أفضل الزيارات، وقال: «نحن لا نختلف إطلاقاً مع حلفائنا في الاتحاد الروسي على الأولويات التي يجب أن نطّلع بها كلانا في مواجهة الإرهاب، وفي مواجهة ما يخالف ميثاق الأمم المتحدة ويعرقل سيطرة الدول على ترابها الوطني». مؤكداً أنه آن الأوان لتركيا بأن تنسحب من الشمال الغربي لسورية، وأن تتيح المجال لحل يضمن علاقات طبيعية بين سورية وتركيا بعد زوال هذا الاحتلال، الذي يعيق أي تقدم في أي مجال من التعاون، لذلك قبل أن يتأخر الوقت ويفوت، على القيادة التركية أن تعي أن الوقت ليس في مصلحتها، وأن سورية ستبذل الغالي والرخيص من أجل تحرير أرضها سواء كان بطرق سليمة أم بطرق يعرفها المجتمع الدولي بشكل جيد.

ووصف الوزير المقداد المشهد في شرق الفرات بالبسيط جداً، مبيناً أن أي مصالح سورية تتناقض مع المصالح الأميركية، أو مصالح أميركية تتناقض مع المصالح السورية هي غير مقبولة بالنسبة للشعب السوري، والولايات المتحدة أكثر من غيرها تعرف ذلك، وتعرف أنها غير قادرة على التلاعب بالبنية الوطنية السورية، وهنالك بعض المرتبطين والأدوات كانت تستجدي الولايات المتحدة وبعض الأعضاء من الكونغرس من المتطرفين الذين يكرهون هؤلاء ويكرهون كل المنطقة، لأن لا همَّ لهم في هذه المنطقة إلا «إسرائيل»، مؤكداً أن على هؤلاء مرة أخرى أن يعودوا إلى رشدهم، لأنهم لن يستفيدوا من هذه التحركات، وأضاف: «لدينا الكثير من السبل التي ستقنع الأميركيين بالرحيل عن بلادنا، لذلك أنا أقترح عليهم أن يرحلوا من دون خسائر، أو أن يسببوا المشاكل لسورية، فسورية بمساحتها ذات الـ185 ألف كيلو متر مربع، هي أراض مقدسة ويجب أن تعاد للدولة السورية».

ولفت الوزير المقداد إلى أن شعب سورية سيضحي وقد ضحى وجيش سورية على استعداد وكل المواطنين السوريين على استعداد للتضحية من أجل بلادهم، مبيناً أن الأميركيين إذا كانوا يعتمدون على بنية إثنية فهذا رهان خاسر، لأن «أشقاءنا الأكراد هم من أصل البنية الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية لوطننا، ولا يمكن أن يسمحوا هم بالذات لأقلية أن تتحكم بهم تحت أي شعار كان» معبراً عن قناعته بأننا مقبلون على تحقيق إنجاز آخر في الشمال الشرقي من سورية.

أما فيما يتعلق بما يسمى هجرة الصناعيين السوريين فاعتبر الوزير المقداد أن الأمر مبالغ به، وقال: «أنا أسمع عن بعض الأعداد، وأقول إنه مبالغ به كثيراً، وإنه إذا ذهب أي اقتصادي سوري إلى جمهورية مصر العربية أو إلى أي بلد آخر فهو في بلده، وهكذا نتطلع نحن في سورية إلى هؤلاء وأي استثمارات سورية في جمهورية مصر هي استثمارات ستعود في نهاية المطاف خيراً على رجال أعمالنا وعلى الوضع في سورية».

وأوضح الوزير المقداد بأنه ليس المقصود أن يتم منع أحد من المواطنين من الاستثمار في بلدان عربية أخرى، «لكننا ندعو كل هؤلاء المواطنين للاستثمار في بلدهم ولاسيما بعد إصدار قانون الاستثمار الجديد، حيث أصبحت الظروف أفضل والأمراض التي كنا نعانيها سابقاً ستوضع خلفنا، لذلك أصبحت الأجواء الاستثمارية في سورية مغرية وبعد حل بعض المشاكل الأساسية المتعلقة بالبنى التحتية والطاقة وغيرها أعتقد أن طريق العودة لهؤلاء يجب أن يكون معبداً في كلا الاتجاهين، لأن الاستثمار في سورية سيصبح شيئاً مغرياً، ولن ينضم فقط السوريون إلى هذا الاستثمار، بل إننا نسعى إلى جذب استثمارات هائلة من الدول العربية في الخليج وفي مصر وفي المغرب العربي ومن مناطق أخرى في العالم، والتي بدأت تتواصل معنا بالفعل، وأنا هنا لا أريد أن أفصح عن هذه الأطراف، لكنهم بدؤوا يتواصلون معنا للعودة للاستثمار في سورية بعد تهيئة بعض المستلزمات الضرورية لإعادة البناء».

https://alwatan.sy/archives/276329


جريدة الوطن السورية