الرئيسية / أخبار / السر والشيفرة أزمة كورونا ومعسكر الاعتقال الإلكتروني

السر والشيفرة أزمة كورونا ومعسكر الاعتقال الإلكتروني



السر والشيفرة.. أزمة كورونا ومعسكر الاعتقال الإلكتروني

20-10-2021

عرض وتحرير إيمان الذنون

صدر عن دار الرضا للنشر بدمشق للكاتب السوري عبد الله أحمد كتاب بعنوان “السر والشيفرة، أزمة كورونا ومعسكر الاعتقال الإلكتروني”، يلقي فيه الكاتب الضوء على الخلفيات السياسية والاقتصادية وراء انتشار وباء كورونا.

في مقدمة الكتاب تعليق للناشر الدكتور هاني الخوري، جاء فيه بشكل مختصر أهم ما تضمنه هذا الكتاب، حيث قال:

“لم تخضع البشرية في تاريخها الكبير إلى مثل حملة الذعر والخوف العالمي التي رافقت فيروس كورونا، الفيروس التاجي الذي فاجأ العالم بمخاطره وأضراره وسرعة انتشاره، وكل الدول التي تهاونت بشأنه أو اعتقدت أنه مجرد أنفلونزا موسمية، حيث صارت تحسب له ألف حساب بحيث حجر أكثر من نصف العالم في منازلهم وتوقفت ماكينة الإنتاج في الاقتصادات الدولية، وقد أثيرت العديد من الحملات الفكرية والإعلامية حول طبيعة منشأ هذا الفيروس واعتباره من البعض فيروساً صينياً، للتخويف من البضائع الصينية، لكن الصين فاجأت العالم بسرعة ضبطها لهذا الوباء الذي سرعان ما انتشر بسرعة في البلدان الغربية التي استهانت به ولاسيما الولايات المتحدة وإيطاليا وإسبانيا وبريطانيا، ما هدد بنية الأنظمة الصحية فيها، وظهرت أوروبا آنذاك هزيلة كاتحاد، وغير قادرة على التعاون في وجه هذا الخطر الداهم”.

ولفت الخوري إلى بروز عيوب الرأسمالية الاستهلاكية، ورغبة قادتها باستمرار النشاط الاقتصادي ولو على حساب أرواح البشر بفكرة الربح أولاً، كما أظهر الفيروس محدودية المشافي والأدوات اللازمة لمواجهة هذا الوباء من نقص في عدد المنافس للتنفس وعدم توفر الكادر الطبي اللازم، ما يؤكد أن الفيروس أعلن تغيراً عالمياً بنظرية المؤامرة، وهو ما يطرح التساؤل التالي، هل من تحدث عن زيادة عدد السكان بالعالم وضرورة عودتهم إلى ملياري إنسان قد حققوا مخططهم، وهل هي حرب اقتصادية جيوسياسية وجهت تجاه قوى اقتصادية إنتاجية عالمية وانفلتت إلى غيرها، هل ستسقط أوروبا كتكتل دولي وهل سنشهد اضطرابات في دول أوروبية عديدة شعرت بهشاشة هذا الاتحاد؟

ويختم الخوري: إن أسرار كورونا كثيرة وانطلاق هذا الفيروس في هذا العالم الحاسم ليس صدفة وليس بريئاً، والمتغيرات التي تنذر بكساد عالمي يفوق الكساد الكبير عام 1929 ويؤدي إلى انهيار اقتصادي عالمي يودي بالدولار وإصداراته غير المغطاة وبنوكه المنحرفة وكذلك الأسواق المالية التي شبعت من الانهيارات”.

أما الكاتب عبد الله أحمد فيقول: أزمة كورونا أزمة مفتعلة لأسباب موضوعية تتعلق بشكل العالم المستقبلي ومناطق النفوذ، مضيفاً: بعيداً عن الاقتصاد هناك جانب أساسي من أسباب أزمة كورونا المفتعلة، فالهدف الأساسي الذي يراد تحقيقه هو تعميم الخوف كمقدمة لتحقيق أهداف الطغمة المالية العالمية، وتلك الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال قتل الوعي، والجانب الروحي، والتبشير بدين مادي يكون فيه الإنسان مجرد رقم.. أزمة كورونا مقدمة لأزمات كثيرة تصيب فقط من لا يعون، إنهم في الطريق لتصفية الشعوب الفقيرة إن تمكّنوا، والمستهدف الأساسي هو الشرق الأوسط (العرب)، آسيا والشعوب التي يسيطر عليها الخوف.

ويؤكد الكاتب أن أزمة كورونا ليست صراع دول على الهيمنة وتقاسم العالم. لكنه يضيف علينا التدقيق بما يحصل خلف الستار، حيث هناك من يحرك ويوجه كل شيء، إنها أزمة البشرية بكاملها.

ويتناول الكاتب القضايا المتعلقة بالخطط المالية الدولية، الأوليغارشية (العصبية القبلية أو العنصرية القبلية أو النزعة القَبلية) التي تسعى منذ الأزل إلى الهيمنة على العالم وقتل الجانب الأخلاقي والروحي للإنسان لصالح المادة أو الدين الرقمي الجديد.

وركّز الكاتب على صندوق النقد الدولي حيث اعتبره أداة أساسية لسياسة واشنطن الدولية، لافتاً إلى أن الصندوق المذكور لا يزال يعمل من أجل الحفاظ على الدولار الأمريكي باعتباره العملة العالمية الرئيسية، منوهاً إلى أنه ومنذ مؤتمر بازل المؤتمر الصهيوني العالمي برئاسة تيودور هيرتزل، تم تكريس الذهب كأداة لتحقيق أهداف المقرضين العالميين من أجل السيطرة الكاملة على الكوكب.

وبين الكاتب أن الأوليغارشية المالية تعمل من أجل بناء النظام المالي لما بعد الحرب العالمية الثانية بشكل دقيق ومتنوع ومستمر ثم تطورت أساليبها إلى المسير باتجاه العالم الرقمي (معسكر الاعتقال الإلكتروني)، وذلك مع الثورة الرقمية التي بدأت في أواخر القرن الماضي عندما بدأ العالم يشهد تحولات هائلة في مختلف المجالات، مشيراً إلى تغير المفاهيم والقيم مع بدء هذه التحولات، واشتداد الصراع بين عشائر المالية الدولية المسيطرة وبالأخص مع ظهور مؤشرات قوية على انهيار النظام النقدي العالمي وتغير خريطة الهيمنة.

وأضاف الكاتب: لكن هذه السيطرة المالية ومن أجل الحفاظ على مصالحها كانت ولا تزال تتفنن في تخويف البشر عن طريق الأوبئة التي تصنع فيروساتها بعض المعامل السرية الخاصة بها وهذا ما يسمى بـ”الحرب الجرثومية”، مشيراً إلى أنها قديمة جداً، وقد لجأت إليها بعض الجيوش من خلال تسميم آبار العدو، أو استخدام السهام المسمومة، كما يسجل التاريخ أيضاً أنه في أمريكا، وتحديداً في القرن الثامن عشر أعطى المستعمرون البريطانيون بطانيات مصابة بجدري صغير للأمريكيين الأصليين بقصد قتلهم بهذا الوباء.

وأفاد الكاتب أنه وخلال الحرب العالمية الأولى طوّرت ألمانيا الجمرة الخبيثة والكوليرا وفطريات القمح وانتشر الطاعون في سان بطرسبرغ في روسيا، وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى اتفقت الدول على بروتوكول جنيف للحد من الأسلحة البيولوجية، ومع ذلك وخلال الحرب العالمية الثانية، تجاهلت ألمانيا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة البروتوكول، وطوّرت جراثيم الطاعون والزهري وتوكسين البوتولينوم المسبب للشلل، ولعل أخطر الجراثيم وأشدها فتكاً كانت جرثومة الجمرة الخبيثة التي اختبرت أول مرة كسلاح بيولوجي خلال ثلاثينيات القرن العشرين.

وأوضح الكاتب أن ظهور فيروس كورونا المفاجئ والذي أثار ذعراً في العالم وطريقة انتشاره الموجهة يؤكد أنه لا توجد شفافية ولا يمكن التنبؤ بأداة الفيروس المصنع بالطريقة نفسها التي تم فيها تصنيع فيروسات الإيدز وغيرها بناء على تعليمات روكفلر (نادي روما) منذ أكثر من 50 سنة، بحجة أنه لا بد من إبادة ثلث سكان الأرض لأن الموارد لا تكفي والهدف الأهم وفق الكتاب تحقيق عدة أمور:

1- تأجيل انهيار النظام النقدي العالمي إلى أن يتم الانتهاء من شرعنة العملات الرقمية المشفرة، أو بالأصح نقل العالم إلى معسكر الاعتقال الرقمي وممارسة هيمنة كاملة على الشعوب.

2- محاربة الأديان من أجل التحضير لدين مادي رقمي جديد يتحول فيه الإنسان إلى رقم.

3- التخلص من الجيل القديم (من تجاوز الـ 60) الذي لا يهتم بالعالم الإلكتروني، ما يؤدي إلى فقدان 30% من الوظائف في العقد القادم.

4- زيادة الفقر والجوع في مناطق مختلفة من العالم.

5- إضعاف وتحييد الشركات الصغيرة والمتوسطة العابرة للحدود لصالح دعم الشركات التي تهيمن عليها الطغمة المالية في الولايات المتحدة وفي الدول التابعة لها.

6- فرض شروط على الدول التي تطلب القروض من مؤسسات تابعة للمنظومة المالية الدولية، وتلك الشروط لها علاقة عادة بالتخلي عن السيادة واتخاذ إجراءات تتناسب مع هذا التحول بحيث يتم رسم ملامح العالم الجديد دون تغير في مراكز القوى الحالية.


صحيفة تشرين