الرئيسية / التعليم في سوريا / المنهاج / القانون فوق الجميع أحد المعلمين يروي أنه كان يقود سيارته ف

القانون فوق الجميع أحد المعلمين يروي أنه كان يقود سيارته ف



القانون فوق الجميع

أحد المعلمين يروي أنه كان يقود سيارته فأوقفته دورية المرور، بادر ضابط المرور بطلب الرخصة وأوراق السيارة وهو يتفحص وجهي من وراء عدساته الشمسية المعتمة.
فسلمته كل ماطلب من وثائق ليبادرني بلهجة هادئة وحازمة
-لم تربط الحزام يا أستاذ
– قلت نعم للأسف
-قال هذه مخالفة
-قلت نعم أعترف أني أخطأت وأستحق المخالفة
بدأ الضابط بتدوين قسيمة المخالفة وقال لي أنت أستاذ ومعلم تربوي قلت نعم، قال إذا غش طالب في الامتحان هل تسامحه؟
قلت لا، قال إذا ماذا تفعل؟ قلت أطبق عليه القانون
فناولني ورقة المخالفة وهو يضحك، قال هل يمكن أن تنزل من السيارة؟ بتردد واستغراب نزلت
فقام باحتضاني فجأة ويقبل رأسي، كنت مندهشًا مما يحدث…!
أستاذ أنا الطالب فلان درست عندك، أتذكر حين غشيت من ابنك فلان في الامتحان فعاقبتنا حينها وسحبت ورقتي وورقته ومنحتنا صفرا وطبقت علي وابنك القانون
منذ ذلك اليوم عرفت أن القانون وضع ليطبق على الجميع ولا يستثنى منه أحد، ولو كان ابنك، يومها بكيت احتراماً لك وحزناً أنك طبقت القانون على ابنك دون أن تجامل، فجعلتك مثالا لي
واليوم أستاذي أطبق عليك القانون ولا أستثني أحدا ولوكان ابني،
لم أستطع التحكم بدموعي فرحاً بأن هذا الضابط كان أحد طلابي وعرف ماذا يعني تطبيق القانون وهو بالمقابل كان يناضل من أجل أن لا تسيل دموعه حفاظا على هيبة الزي العسكري الذي يرتديه
فأخرج مبلغ من جيبه الخلفي وقال:
أقسمت عليك يا أستاذي أن تقبل هديتي فامتنعت
فألح علي وقال القانون طبقته عليك لكن قيمة المخالفة علي، فأنت معلمي وأبي وقدوتي، وأدامك الله تاجا فوق رؤوسنا، حاولت الامتناع فألح بشدة وسانده زميله الذي شاهد الموقف بتأثر
غادرت المكان وقد سرت بين أضلعي سكينة عجيبة وسعادة غامرة ودموع فخر أنه تخرج من تحت يدي جيل لا يخون وظيفته ولا وطنه..!

.