الرئيسية / أخبار / تحدي الثقة

تحدي الثقة



تحدي الثقة
بقلم: رشا عيسى

بين التفاؤل والتشاؤم، وبين الاستنزاف والتروي، بقيت المفاوضات حول إحياء الاتفاق النووي الإيراني مجمدة تنتظر قراراً حاسماً من الأطراف المعنية لإعادة إطلاقها من جديد في فيينا، وسط تأكيد إيران أنها ستنتهج سياسة الخطوة مقابل خطوة في المفاوضات.

(خطوة مقابل خطوة) هي مطالب إيرانية سابقة في ظل عدم الثقة بالطرف الأميركي الذي كان سبباً في تمزيق الاتفاق سابقاً في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عام 2018، ولم تعد تلك الثقة حتى الآن.

تحديات كثيرة باتت تشكل عائقاً أمام الوصول إلى صيغة ختامية ترضي أطراف الاتفاق بعد العودة إلى المفاوضات غير المباشرة في فيينا، ولعل تحدي عدم الثقة من أخطر تلك التحديات التي تهدد مستقبل الاتفاق حيث تجد طهران أن الإطالة في عمر التفاوض مجرد استنزاف لا جدوى منه ومليء بالتناقضات في ظل بقاء قنوات الاتفاق شبه مغلقة حتى الآن.

وبالنظر إلى المعطيات على الأرض لا يبدو أن احتواء جبهة الاختلافات والسيطرة على زمن المفاوضات قريب بعد تضارب التصريحات حول موعد إعادة إحياء المفاوضات؛ فمهام الفرق المتفاوضة مثقلة بالكثير من الاختلافات التي لم تختبر حلاً توافقياً حتى الآن.

طهران تنتظر ضمانات حقيقية موثوقة من الطرف الأميركي وإجراءات على الأرض والتأكد أن العقوبات رفعت بطريقة صحيحة ليتمكن الاتفاق من الخروج بصيغته النهائية القابلة للتطبيق، فإيران لا تزال تمسك بعوامل القوة في عملية التفاوض.

ورغم الضغوط المترافقة مع العقوبات الأميركية تمكنت طهران من امتصاص تلك الضغوط والتعامل معها وفتح آفاق جديدة لاقتصادها من دون أن تذعن لشروط واشنطن بل ثبتت على مواقفها ولم تتخل عن مبادئها الأساسية وحقوقها التي يكفلها الاتفاق النووي.

الأميركيون ومن خلفهم الأوربيون يدركون تماماً أن إعادة إحياء الاتفاق بعد نجاح المفاوضات في فيينا ستكون مقرونة بالعودة المتبادلة للامتثال لبنود الاتفاق والرئيس الإيراني قال مؤخراً: لم نترك المفاوضات وملتزمون بها وإننا نريد مشاهدة هذه الجدية من الطرف الآخر.


صحيفة تشرين