الرئيسية / كهرباء وإلكترونيات / أضخم بطارية في العالم ستحول سويسرا إلى “بطارية أوروبا” ستبدأ

أضخم بطارية في العالم ستحول سويسرا إلى “بطارية أوروبا” ستبدأ



أضخم بطارية في العالم ستحول سويسرا إلى “بطارية أوروبا” ستبدأ بإنتاج الكهرباء في صيف 2022

للطاقة الكهربائية عدة مصادر يمكن أن تتولد عن طريقها وهي كثيرة كالحركية أو الكيميائية أو الريحية و الشمسية و طرق أخرى عديدة.

وكما نعرف أن الطاقة الشمسية والريحية مصدران غير مستقران لتوليد الكهرباء كونهما لا يُؤمنان الكهرباء عند الحاجة إليها، كما أن الحاجة إلى التقليل من انبعاثات الوقود الأحفوري جعلت دول العالم تتجه إلى طرق طاقة متجددة نظيفة ومن الطرق البديلة في أوروبا مثلاً استعانتها بتدفق المياه في أكثر المناطق النائية والمرتفعة في سويسرا.

ويدور حديثنا في هذا الموضوع حول سويسرا التي يمكن لمحطات الطاقة الكهرومائية فيها أن تتيح قوة دفع حاسمة لتحويل الطاقة في أوروبا، ومن المنتظر أن تُساعد محطة الضخ والتوربينات الجديدة على إدارة تقلبات الرياح والطاقة الشمسية.

فبحسب المهندس الخريج ألان سوتييه, قال: “تبلغ سعة التخزين الكهربائية للبحيرة السويسرية أكثر من سعة 400 ألف بطارية سيارة كهربائية”، عندما كان يصوّب نظره نحو بحيرة “فْيُو إيمُوسّون Vieux Emosson”، وهو خزان اصطناعي أنشئ عام 1955 في منطقة “فينهو Finhaut” على جبال الألب في كانتون فاليه.

وعن كيفية عمل إحدى أقوى “بطاريات المياه الكهربائية” في أوروبا, والتوربينات الكهرومائية نانت دو درانس (Nant de Drance), يشرح المهندس سوتييه: تستخدم المحطة حوضين، أحدهما عُلوي في اتجاه المنبع والآخر سُفلي في اتجاه المصب، يتم تصريف المياه المتجمعة في بحيرة “فْيُو إيموسون Vieux Emosson” إلى أسفل في اتجاه المصب لتوليد الكهرباء خلال ساعات الذروة، ومن الحوض السفلي، أي بحيرة “إيموسون Emosson” الواقعة على عمق حوالي 300 متر، تُضخّ المياه إلى أعلى باتجاه المنبع لتعود وتتجمّع مرة أخرى حينما يكون هناك فائض في الطاقة المُنتجَة.

وأضاف .. “إنها بطارية صديقة للبيئة تستخدم دائمًا نفس المياه, وتزيد كفاءة الإنتاج عن 80٪، فمقابل كل كيلوواط ساعي من الكهرباء نستخدمها لضخ المياه إلى أعلى، نضخّ 0,8 كيلوواط في الشبكة”.

وفي الوقت الحالي، الهياكل الخرسانية العملاقة التي تحتوي على المضخات والتوربينات تشغَل جزءاً من المساحة في منظر مهيب.

ويصل عدد العاملين في الموقع داخل الجبل إلى 500 شخص في أوقات الذروة, إذ يقول المدير المشرف على المشروع: “والخطر الأكبر الذي يتهدد العمل تحت الأرض هو الحرائق وخاصة الدخان، ومن أعظم النجاحات التي حققها المشروع، عدم وقوع حوادث خطيرة أو وفيات منذ بدء العمل فيه قبل اثني عشر عاماً.

طاقة تكفي احتياجات سويسرا وتزيد
تعد محطة نانت دو درانس (Nant de Drance) بطاقة تبلغ 900 ميغا واط، بالإضافة إلى محطة لينتال في كانتون غلاروس رابط خارجي (1000 ميغاواط) من أقوى محطات توليد الطاقة الكهربائية في أوروبا.

ويتباهى ألان سوتييه بشكل خاص بالمضخات التوربينية الست، كونها من القلائل في العالم بهكذا حجم وتقنية، ويضيف: “في أقل من عشر دقائق يُمكننا عكس اتجاه دوران التوربين والانتقال من إنتاج الكهرباء إلى التخزين، وهذه المرونة ضرورية لسرعة الاستجابة لاحتياجات شبكة الكهرباء والمُلاءمة بين إنتاج واستهلاك الطاقة الكهربائية، وإلا فإن الشبكة قد تتعرّض للانهيار وانقطاع التيار الكهربائي، كما حدث في ولاية تكساس في بداية العام” الجاري.

وبناء عليه، فإن المحطة ضرورية لضمان إمدادات الكهرباء واستقرار الشبكة: “لكنها كبيرة جدًا بالنسبة لسويسرا”، كما أفاد المهندس مُضيفًا: “ويُمكن أن تلعب دوراً في استقرار شبكة الطاقة الكهربائية على المستوى الأوروبي، فنحن في قلب القارة وتمر تدفقات الطاقة عبر سويسرا، وفي حال وجود فائض في إنتاج الطاقة الكهربائية الرياحية في ألمانيا، نستطيع استخدامه في ضخ المياه وتخزينها”, فأكثرُ من نصف التيار الكهربائي مُنتج بالاعتماد على الماء.

616 الف موقع مُحتمل في جميع أنحاء العالم

لاحقاً ستتيح محطات توليد الطاقة التي تعمل بالضخ والتوربينات تخزين المزيد من الكهرباء الخضراء من أجل إعادة ضخها لاحقًا، في أوقات الحاجة, وبفضل محطات توليد الطاقة، يُمكن لسويسرا أن تساهم في تكامل إنتاج الكهرباء غير المنتظم في أوروبا، غير أنه لا ينبغي أن نبالغ في تقدير هذا الدور لأنه يعتمد بالدرجة الأولى على قدرة الخطوط القائمة, وفقاً لاتحاد شركات الكهرباء السويسرية.

وفي هذا الصدد، يؤكد “بينوا ريفاز” من المكتب الفدرالي للطاقة أن “المضخات والتوربينات تقنية ناضجة”، ومع ذلك، يقول إن التقدم لا يزال مطلوباً لتحسين المرونة مقارنة بظروف التشغيل الحالية، فيما تشارك سويسرا مع أحد عشر دولة أخرى في منتدى دوليرابط خارجي يهدف إلى تنشيط تغلغل تقنية المضخات والدوامات في أسواق الكهرباء.

“ماتيو ستوكز” باحث من الجامعة الوطنية الأسترالية, بنى تقييمه على اعتبارات جغرافية بحتة فقال: “هناك 616 ألف موقع حول العالم يمكن فيها بناء محطات ضخ المياه داخل حلقة مغلقة وبحوضين، ويكفي تنفيذ 1٪ منها فقط، لحل كافة المشاكل المرتبطة بتخزين الطاقة المتقطعة”.

سرعة الاستجابة للسعر
يتعيّن بالطبع على محطة نانت دو درانس (Nant de Drance)، المملوكة لشركة تقودها شركة إنتاج الطاقة الكهربائية “ألبيك” وشركة السكك الحديدية الفدرالية السويسرية، بغض النظر عن الإمكانات، أن تغطي نفقاتها، وهذا الأمر ليس بالهيّن بالنسبة لقطاع واجه في السنوات الأخيرة صعوبات مالية وعدم قدرة على التنبؤ بسوق الكهرباء.

ومن جهته أكد سوتييه من خلال ملاحظته “نحن نعمل وفقاً لفارق السعر، إذ يتوجّب علينا سرعة الاستجابة، ونقوم بضخ الماء حالما يكون السعر منخفضاً ، وحين يكون مرتفعاً نشغل التوربينات للإنتاج, في الماضي، كان يتم تشغيل التوربينات أثناء النهار والضخ في الليل، أما الآن فقد تغيّر الوضع، لأن ذروة الاستهلاك تستمر حتى وقت متأخر من الليل”.

وعلى هذا الأساس, يأمل القائمون على تشغيل محطة نانت دو درانس (Nant de Drance)، التي سيتم تشغيلها بكامل طاقتها للإنتاج التجاري في صيف عام 2022، أن تصبح مُربحة عندما تُغلق محطات الطاقة النووية نهائياً، وعندما تحل مصادر الطاقة المتجددة محل الوقود الأحفوري.

المصدر: ترجمة وتحرير المانيا بوست





تعليق واحد

  1. كلو حكي فاضي للاسف
    ومبالغة بالوصف وبطارية جبارة مدمرة مزلزلة ومن هالحكي لتهويل الكلام وجعل القارئ يكمل القراءة