الرئيسية / التعليم في سوريا / المنهاج / -ابنتك تنام أثناء الدرس !

-ابنتك تنام أثناء الدرس !



-ابنتك تنام أثناء الدرس !

قررت الأم الذهاب للسؤال عن معدل ابنتها خاصة وأنها تراها مُنكبة على دروسها لطوال الوقت ، توقعت أن تقابلها المعلمات بالترحاب لتفوق ابنتها لكن ألقت المعلمة في وجهها هذه الجملة بغضبٍ شديد ، لتبتلع ريقها بصعوبة متسائلة :
-كيف ذلك ؟ هي تُذاكر لطوال الوقت .
أجابتها المُعلمة بتعجب :
=لا أعتقد … فلو كان كما قُلتِ لظهر ذلك على معدلها في الاختبارات ؟

أصابها الاحباط كثيرًا وتوعدت داخل نفسها لابنتها المتكاسلة التي تخدعها ، بينما اتجهت المعلمة للفتاة النائمة وتناولت الكتاب بجانب رأسها وبدأت تُقلب صفحاته لتتأكد هل تُذاكر الفتاة بالفعل كما تقول الأم ؟ .
تفاجأت وآلمها قلبها بشدة وأطلعت أمها على ماوُجد داخل الكتاب ، مما جعل الأم ترحل سريعًا وهي تبكي وتتذكر عبارات الفتاة حيث كتبت :
-اليوم أمي لطوال اليوم تتشاجر مع أبي بسبب قميصه الذي احترق وهي تقوم بِكيّه .
-في المساء دعت الجارة أمي للجلوس فنسيت أمي صُنع الكيك الذي طلبته منها .
-الآن ورغم مرور مُنتصف الليل إلا أن أمي لم تُقدم لي العشاء بعد لانشغالها بمكالمة طويلة مع خالتي تحكي لها عن تغير معاملة والدي معها .
-صباح اليوم عنّف والدي أمي لأن القهوة قد انسكبت .
-على الغداء مع أهل أبي ترك والدي الطعام لنقصه من الملح فبكت أمي من فرط إحراجها رغم أن الطعام لذيذ .
-أمي شديدة العصبية أتمنى ألا أُصبح مثلها أبدًا .
كان الكتاب مملوءًا بكل المشكلات التي تحدث يوميًا بين الأسرة ، يعتقد الجميع أنها مُجرد مُشكلات تمر وتنتهي بينما بقيت محفورة في ذاكرة أطفال تأثروا سلبًا دون أن ننتبه .

قررت الأم يومها صُنع الكيك المُفضل لابنتها فلما عادت الفتاة فرِحت بشدة لاهتمام أمها بها ، وتخلت عن مُكالماتها الطويلة لتُذاكر مع ابنتها مُستغلة هذا الوقت ، في اليوم التالي حين همّ والدها بالصراخ على أمها لسببٍ ما داخل البيت انسحبت الأم من الشجار ودخلت لغرفة ابنتها وضمتها وقد طلبت منها أن يقمن بتلوين بعض الرسومات فابتسمت الفتاة وفعلت ، يومٌ بعد يوم تيقنت الأم أنها كانت المخطئة في معالجة الأمور فحتى زوجها قد قل غضبه كثيرًا وبدأت مُعاملته تبدو هادئة لأن مبادلتها له في الشجار والرد عند كل هفوة كانت تزيده عنادًا فيزداد غضبًا ، تغير كل شيء من عندها هي .

بعد شهر واحد زارت المدرسة لتسأل عن ابنتها لتُخبرها المعلمة نفسها أن ابنتها تفوقت كثيرًا ، تبدلت معدلاتها ، زادت من علاقاتها مع الفتيات بعدما كانت منطوية ، فتحت الكتاب فوجدتها وقد كتبت :
-أمي عظيمة جدًا … أمي تحبني كثيرًا … أتمنى أن اصبح مثلها . ريم السيد

الأهم من البكاء على ماسكبناه من حليب هو أن نُحاول أن نمسح آثاره مُنتبهين ألا ينسكب المزيد .
قصة قصيرة
ريم السيد

من كتاباتي بقلمي Reem Elsayed
✅المنهاج السوري🌹🌹
✅قناة المجتمع السوري على التلغرام
👇👇👇👇




3 تعليقات

  1. رائع

  2. رائع