الرئيسية / كهرباء وإلكترونيات / (( الفرق بين العلم و الخبرة )) العلم هو أن تعرف كل شيء عن
مختلف
مختلف

(( الفرق بين العلم و الخبرة )) العلم هو أن تعرف كل شيء عن



(( الفرق بين العلم و الخبرة ))
.
العلم هو أن تعرف كل شيء عن الموضوع و لكن لم تجرب فعله عملياً… أي أن العلم هو معرفة نظرية غير مرفقة بالتجربة.
أما الخبرة فهو المعرفة الناتجة عن التجربة… فالتجربة لها معارف خاصة تختلف عن العلم النظري ..و لكن قد تكون هناك خبرة بدون علم نظري .
و قمة المعرفة هو أن يرتبط العلم بالخبرة.
المهندس قد يكون عليم و لكن قد لا يكون خبير.
أما الفني فقد يكون خبير و لكن قد لا يكون عليم.
و الذي يتفوق عليهما هو المهندس الذي يعمل فني ..و هنا جمع المعرفة النظرية و التجريبية.
و قد وصف الله تعالى نفسه بأنه (( عليمٌ خبير)) ..أي أنه يمتلك العلم النظري و التجريبي معاً و هي قمة المعرفة.
لماذا أطرح هذا الموضوع ؟
ما يزعجني في تعليقات المجموعات هو أولئك النظريين الذين لم يجربوا بأيديهم ثم يُخطِّئون كلام الخبراء و يقولون ( هذا غير صحيح لأنه كذا و كذا ..كلام نظري بحت).
هؤلاء يزعجوني و يزعجون كل الفنيين أيضاً ..لأنهم يشعرون أنه كلام (علاك فاضي).
القرارات العملية لا يبنيها النظريون عديمي التجربة ..لذلك فإن أصحاب القرار يكونون من العلماء ذوي الخبرة ..و لذلك تطلب الشركات مهندسين ذوي خبرة .
فإذا كنت مهندس حديث و تتعامل مع فني قديم ..فيجب أن تعرف أنك تتعامل مع خبير… قد لا يملك العلم النظري الذي تملكه و لكنه يملك معرفة التنفيذ بكل تفاصيله..و.ربما لا يحتاج لعلملك النظري فالخبرة العملية تكفيه .
و أحياناً يواجه فني ذو خبرة مهندس ذو علم ..عندها يجب أن يعرف أن معرفته ناقصة مالم تكن مدعومة بعلم نظري يوضح له حقيقة الأشياء التي يعمل بها.
.
سأروي لكم بعض القصص عن العلم و الخبرة:
منذ فترة سنتين طرحت موضوعاً عن صنع شاحن للموبايل من ١٢ فولت، و قلت أنه كي تشحن الموبايل بسرعة فيجب أن يكون الجهد بين ٥.٣- ٥.٥ فولت، و هنا ظهر لي كائن (نظري) يقول بكل شراسة أن هذا الكلام خاطئ و أنه يخرب الموبايل و… الخ.
قلت له بكل بساطة : شاحن الموبايل الذي معك مكتوب عليه ٥ فولت ..اذهب و قس جهد الخرج ثم ناقش.
نظرياً فإن الموبايل يشحن ب ٥فولت ، و لكن عندما جربت أشحنه ب ٥فولت كان الشحن بطيء، فقست خرج الشاحن فوجدته ٥.٣ فولت و غيره ٥.٥ فولت .
جربت الشحن ب ٥.٣ فوجدته ازدادت سرعته ، أحضرت شاحن يجعل البطاريات تنتفخ فوجدت أن جهده ٦ فولت….هذا اسمه تجربة و معرفة تجريبية و لم يعد هناك مجال للنقاش النظري البحت.
.
قصة أخرى عن فائدة العلم.
كنت أجمع تابلو ماكينة صناعية عندما ناداني صاحب الماكينة لأساعد الفني في تابلو ماكينة أخرى ..كان هذا الفني يعاني منذ يومين من مشكلة جعلته يفقد عقله .. يركب الكونتاكتورات في التابلو و يشغلهم فتهتز الكونتاكتورات بسرعة و لا تعمل… يجربهم خارج التابلو يعملون باستقرار ..يقيس الجهد على أطراف التغذية فيجده ٢٢٠ فولت ..استبدل الكونتاكتورات مرتين و تبقى نفس المشكلة..
المشكلة هنا تحتاج لعلم نظري ..علم يفوق الخبرة التي يملكها الفني .
جئت أنا لاكتشف المشكلة ..
وضعت المقياس على ملفات الكونتاكتورات و شغلتها ..وجدت أن الجهد يهبط بسرعة و يهتز حول ال ١٠٠ فولت ..
نظرت للكابل الموصول للتابلو فإذا به كبل رباعي ٣ فاز و حيادي ..خطر ببالي أن الحيادي مقطوع ..تتبعت الكبل للبريز و فككت البريز فلم أجد حيادي فيه.
هنا قال الفني : كيف لا يوجد حيادي و هو يعطيني بالقياس ٢٢٠ فولت ؟ قلت له إن التحريض..الفازات الثلاث تحرض في سلك الحيادي تيار حيادي وهمي .
و بوصل حيادي حقيقي انحلت المشكلة.
.


5 تعليقات

  1. كلام جميل جدا ومنطقي

  2. الله ينور عليك استاذ منذر

  3. استاذ منذر انت شخص عظيم

  4. ومنكم نستفيد استاذ منذر ..بارك الله بك انا تعلمت منك كتير

  5. مشالله استفدنا من كلامك شكراً