الرئيسية / التعليم في سوريا / المنهاج / المعلِّم النقطة الأساسية و الجوهر الحقيقي والجندي المجهول و الإنسان المجاهد المكافح والبوصلة المُرشِدَة

المعلِّم النقطة الأساسية و الجوهر الحقيقي والجندي المجهول و الإنسان المجاهد المكافح والبوصلة المُرشِدَة



كَتَبَ مدرِّس اللغة الإنجليزية مضر رنجوس
أسعد الله أوقاتكم بكلِّ خير …
من خلال متابعتي للمنشورات التي سادت و كَثُرَت في الآونة الأخيرة لسلسلة منهاج اللغة الإنجليزية الجديد ( Emar ) والانتقادات و التعليقات وردود الأفعال وربما أحيانا المُهاترات ربَّما بشكلٍ بنَّاء أو لمجرد النقد والسخرية و إلقاء اللوم فقط .. لم أجد أحد يتطرَّق إلى النقطة الأساسية و الجوهر الحقيقي والجندي المجهول و الإنسان المجاهد المكافح والبوصلة المُرشِدَة ألا وهو ( المعلِّم )

لماذا دائماً السَّعي المتواصل وراء تطوير أي شيء فيما يخصُّ العملية التربوية إلا هذا الإنسان الجبَّار الذي هو المحرِّك الأساسي و الرقم الأول في هذه المهنة الشريفة .. لماذا تُصرف الملايين و ربما المليارات على تغيير المناهج والوسائل التعليمية وتطوير الأبنية المدرسية ودمج التكنولوجيا بالتعليم وتركيب الكاميرات في المراكز الامتحانية وإقامة الندوات والاجتماعات واللقاءات مع المنظمات العربية و الدولية و تبادل الأفكار مع الآخرين وورشات العمل و و و …
ومن ناحية أخرى تُصرف بعض النقود البائسة لهذا المعلم الذي يتقاضى أسخف راتب وأسخف أجور مراقبة وأسخف أجور تصحيح وأسخف تأمين صحي و أسخف خدمات نقابية .. لا أحد ينظر بعيشه وسكنه و مواصلاته و أمراض مهنته ومكانته في شارعه و حيِّه ومجتمعه وغيرها الكثير من الأمور الحياتية الصعبة والشبه مستحيلة أحياناً بعد حرب دامت عشر سنوات وهو يعمل وظائف أخرى غير عمله الأساسي في المدرسة مثل الآلة على حساب راحته وصحته وعلاوة على ذلك فهو يُحارَب من أجل الدروس الخصوصية وهو مضطر لإعطائها – ليس كهواية يمارسها بعد عمله – وإنما ليحفظ ماء وجهه بين أهله و مجتمعه ولأن مُرتَّبه الشهري لا يكفيه طعاماً لخمسة أيام فقط ..
هناك مجموعة من الأسئلة التي أودُّ أن أطرحها برَسمِ المَعنِيين :

لماذا نُطالب بدفتر تحضير في المدرسة ؟؟ الجواب : خوفاً من توجيه ملاحظةٍ من قِبلِ مديرنا أو موجِّهنا الاختصاصي وليس له أي قيمة على أرض الواقع فتقييم الدرس يكون داخل الصف وليس بالحبر المكتوب.

لماذا لا نستطيع أن نأخذ إجازة اضطرارية لسبب معين ؟؟
الجواب أنت تخضع لنظام الإحالات الصحية التي تحتاج أن ترى طبيب في الصحة المدرسية و تدفع له بضعة آلاف من أجل أن يعطيك تسعة أيام أو أكثر.

لماذا لا يوجد أي بوادر لحل لمشكلة المواصلات لمدرسي الأرياف ؟؟
الجواب : وزارة التربية هي قطاع مستهلك وليست قطاع إنتاجي مثل النفط لتفرز لنا باصات وعلينا أن نتعاقد مع باصات نقل داخلي وبأسعار من كوكب المريخ وسيتم حجزه من قبل الأخ الشرطي بحجة تغيير خطه وهذا ممنوع فهل الحل مثلاً أن نذهب سيراً على الأقدام لعشرات الكيلومترات ؟؟

لماذا معظم المعلمين يذهبون إلى التصحيح ؟؟ الجواب : خوفاً من العقوبة و ليس لوجود أي نوع من التحفيز و التشجيع المادي أو المعنوي مع احترامي للمعلمين الذي يحتِّم عليهم ضميرهم المهني و أخلاقهم أن يذهبوا لإنجاز هذا العمل النبيل و الجبَّار الذي يبدأ من السابعة صباحاً حتى الخامسة مساء و ربما أكثر من دون طعام و في جو استوائي حارق والأمر يحتاج إلى تصحيح و تدقيق ومراجعة و جمع علامات بكامل التركيز.

لماذا تُرتكَب نفس الأخطاء كل عام بوضع مادة اللغة الإنجليزية آخر مادة في البرنامج الامتحاني ونحن نقوم بتصحيح كافة الاختصاصات ( علمي – أدبي – مهني ) وتطالبوننا بالسرعة الفائقة من أجل إصدار النتائج ؟؟
لماذا لا يتم وضعها في البداية أو في المنتصف فهل يهمكم السرعة أم الدقة في العمل ؟؟
الجواب من قبل الموجهين الأكارم ( وأنا أعذرهم ) : هيك بدهم بالوزارة.
أرجوكم كفى بربِّكم ..
لماذا نُطَالَب بتطبيق المهارات الأربعة في تدريس اللغة الإنجليزية وخاصة مهارة ( الاستماع Listening ) و نحن بحاجة إلى أجهزة صوتية أو هواتف ذكية أو حواسيب محمولة و سعرها بالملايين و لسنا قادرين على شرائها لتطبيقها لأبنائنا الطلبة وليس هناك أي تسهيلات من قبل نقابتنا الموقَّرة
لماذا و لماذا و لماذا لكثير من الأسئلة التي لم أَجِد جواباً شافياً لها
أرجوكم اجعلوني أشعر بأنني معلم في اليابان أو سنغافورة أو في دول الخليج العربي هذه الدول التي اهتمت بالعلم و بالمعلم وتحولت من دول عاشت حروباً و تخلفاً إلى دول تصنع الروبوت الآلي وتبني ناطحات السحاب و غيرت مكانة المعلم من طبقة بائسة إلى أرقى طبقة .. اجعلوني أشعر أنني معلم في الصومال أو الموزامبيق .. نعم أقبل .. ثم ألزموني بكل ما يرتقي بالعملية التربوية وفي سبيل الطالب الذي هو أمانة بين أيدينا.
أعطوني حقوقي التي أصبحت مجرد أحلام سرابية نسمع صداها على وسائل التواصل الافتراضي وليس لها أيُّ وَقْعٍ على الأرض ثم تعالوا و طالبوني بواجباتي و حاسبوني على أخطائي و تقصيري.

وفي نهاية المطاف لكي لا يأتي أحد ويُزاود ويحوِّر الموضوع لغاياتٍ أخرى أو ليصطاد بالماء العكر أقول له : لاااااا أحد في هذا البلد يحب هذا الوطن وقائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد أكثر مني وسأقتدي وأعمل بشعاره (( الأمل بالعمل )) و لكنني سأتكلم وأشير إلى الخطأ أيضاً اقتداءً بما قاله القائد الخالد حافظ الأسد : (( لا أريد لأحدٍ أن يسكتَ عن الخطأ ولا أن يتستَّر على العيوب والنواقص لأن مثل هذا التستر سيحقق تنامي العيوب والأخطاء وتراكمها مما يمكن أن يؤدي مع مرور الزمن إلى هدم مابنيناه في أكثر من مجال وبالتالي إلى تعثُّر مرحلة هامة من مراحلنا التاريخية تشكِّل منعطفاً خطيراً أو حادَّاً بالنسبة لتاريخ بلدنا وأمتنا بل وللعالم ))

دمتم جميعاً بألف خير و أقدِّم أسمى آيات الشكر و التقديس والاحترام لمعلمي سورية الشرفاء الذين يبذلون الغالي و النفيس في سبيل أبنائها الذين سيبنون مستقبلها المشرق بإذن الله .. فوالله ما أشرقت في الكون أيُّ حضارةّ إلا و كانت من ضياءِ معلِّمِ
بقلمي .. مضر رنجوس




13 تعليق

  1. كلام واقعي وحقيقي مية بالمية

  2. كلام واقعي ومنطقي وصحيح

  3. لاحياة لمن تنادي

  4. منتجب الاحمد

    بدك مين يفهم ..صارت وزارة التربيه عباره عن بروتوكلات ..وعراضات ..ومهرجانات ..
    وندوات ..وكلو دون فائده ….ملايين عم تنصرف ع مناهح عاساس مطورة …وياريت يكون في شي عم يتغير غير لون الكتاب والصفحات ..

  5. واقع مؤلم ومطالب محقة ولكن لا حياة لمن تنادي

  6. يامن ابراهيم

    …كلامك يثلج الصدور….لكن هل من مجيب؟؟؟؟

  7. كلامك جوهري بارك الله فيك حكيت عنا مشكور

  8. كلامك دهب ولله بس ماحدا بيرد بدن يعبو جيبن

  9. المضحك انو المنهاج الجديد ان وصل لكل المدرسين… فاغلبه قائم علاستماع ولهلا مانزل ملفات صوتيه… في دروس كامله بلا نصوص بحاجة ملف صوتي.!!!

  10. أصبت الحقيقة
    ..

  11. نجمةالصبح تمارا

    هاد الواقع للاسف…..لاحياةلمن تنادي؟؟؟

  12. مقال موضوعي وبناء.. قبل المواصلات ياريت مدراء التربية يقرروا التفريغ