الرئيسية / كهرباء وإلكترونيات / ((( من أسرار انهيار الترانزستورات ))) دخلت أرض الأسرا

((( من أسرار انهيار الترانزستورات ))) دخلت أرض الأسرا



(((** من أسرار انهيار الترانزستورات **)))
.
دخلت أرض الأسرار لأكتشف الأشرار، و هناك تسللت لقرية الأعطال الخفية لأعرف ماذا يجري في الأجهزة الالكترونية ، و مررت في القرية على منازل مكتوب عليها لافتات مختلفة… منزل أعطال الديودات… منزل أعطال المكثفات… منزل أعطال الكبلات… منزل أعطال الترانزستورات.
و هنا توقفت و طرقت الباب ليفتح لي سنجاب و يسألني ماذا تريد ؟ قلت له: أنا عطل جديد. فأدخلني.
و في وسط المنزل وجدت تجمعاً من الكائنات الغريبة يجلسون على مائدة مستديرة و يتحدثون.
قالت إمرأة: أنا الشرارة العابرة… في سرعة تدمير الترانزستور شاطرة .. أبحث عن جهاز لا يحميه في مدخله ملف خانق و لا ملف كبت الشرر، فأتسلل بسرعة البرق لأفلع الترانزستور فلع.
فسألها أحدهم : و هل ما يزال هناك أجهزة بدون حماية في دخلها ؟ قالت : طبعاً ..الأجهزة التي يسترخص التجار شراؤها فيلغي المصنع الحماية لتقليل السعر ..و هنا ألعب لعبتي.
ثم وقف رجل كبير و قال : أنا الأوفرلود… و يسموني زيادة الحمل ..أنا كفيل بتدمير أي ترانزستور على البطيء ..و لكنهم أحياناً يضعون مقاومة غادرة تشدني من ثيابي للخلف كلما تقدمت للأمام فتمنعني من تدمير الترانزستور.
ثم قامت إمرأة طويلة نحيفة و قالت: أنا النبضة الحثية ..أنا أستغل محاولة إقفال الترانزستور على تيار المحول فأتسلل إلى الجهد و أرفعه بسرعة لقيمة كبيرة و أخبط به الترانزستور فيطق… و لكن عدوتي السنابر -المصيدة- فهي تكتشفني و تمتصني قبل أن أنفذ مهامي، و لكن بمجرد عطل السنابر أدمّر الترانزستور بلا رحمة.
فقامت إمرأة سمينة و قالت: أنا الحرارة… أنا كفيلة بتخريب أي ترانزستور عليه حمولة كبيرة، و لكنهم يضعون له مشع كبير و مروحة تهوية… و أنا أنتظر توقف مروحة التهوية لأزيد حرارة الترانزستور و أجعله ينفجر.
قلت في بالي: كل هذه الكائنات أعرفها و لا يوجد شيء جديد، و هممت بالانصراف قبل أن يقتحم الباب كائن غريب و يدخل إلى الاجتماع .
سألوه من أنت أيها الكائن ؟
قال بصوت ضخم أنا الإشبااااع .
قلت له: إشباع ماذا ؟
قال : إشباع المحول ..
قلت : ماذا تفعل أيها الإشباع ؟
فقال: أنا أجعل من المحول عبارة عن سلك بدون أي مفاعلة تحريضية تحد من التيار… أنا ألغي التحريض من الملفات و المحولات فتصبح مقاومة أومية بحتة مما يطلق تياراً كبيراً يدمر الترانزستور تدميرا… ههههه.
سألته: و كيف تعمل أيها الإشباع ؟
فقال : أنا أكون مقيداً داخل قلب محولات الفيررايت و أنتظر زيادة التيار فيزيد الفيض المغناطيسي حتى يمتلئ القلب بالفيض المغناطيسي فيحررني من قيدي فأمسك بالممانعة التحريضية و أقتلها.. فينهار عمل المحول كمحول و يصبح سلك عادي..و هذا هو الإشباع، و لكنهم ينتبهون لعدم زيادة التيار و لا يعرفون أنني أعمل في حالة أخرى .
قلت: و ما هي الحالة الأخرى ؟
هنا ضحك : ههههه الحالة الأخرى هي حرارة قلب محول الفيررايت…
قلت: ماذا تقصد ؟
قال: عندما تزداد حرارة قلب المحول فإنه يتشبع أيضاً ..يكفي زيادة حرارة محول الفيررايت لأكثر من 70 درجة و هو محمل بالتيار لكي يتشبع و ينهار مسبباً انهيار الترانزستورات .
سأله احد الحاضرين : لم نفهم يا إشباع كيف تعمل ..اشرح لما اكثر.
فقال: سأقول لكم مثالاً…
يقوم صانعوا شواحن البطاريات الحديثة شور و أخواتها المقلدة بلف محول الشاحن بأسلاك نحيفة لا تتحمل التيار المار بها، و لكي يجبروها على التحمل يقومون بإغلاق جسم الشاحن ووضع مروحة قوية لتسحب الحرارة من داخل الجهاز و تبدل الهواء بسرعة ، و ما أن تتوقف المروحة أو تتعب فإن الأسلاك تسخن و تزيد حرارتها مسببة تسخين قلب محول الفيررايت ، و هذه السخونة تطلق وحش الإشباع الذي هو أنا فأقتل الممانعة التحريضية للمحول فيفقد هويته و يصبح سلك عادي بدون ممانعة، فيمرر تيار فجائي كبير جداً يحرق الترانزستور حرقاً و يفجره إرباً هههههههه.
هنا قلت في نفسي : وحش غريب… لأول مرة اسمع به .
و فجأة سألني أحد الحاضرين: و أنت أيها العطل الجديد ..من أنت ؟
تلبكت و تلكعت و سكتت لبرهة ثم قلت لهم: أنا الرجل الصيني… أنا أصنع ترانزستورات رديئة مخالفة للمواصفات و أبيعها للتجار الجشعين و هم يبيعونها للزبائن المسترخصين…و بعد تركيب هذه الترانزستورات تتعطل مباشرة دون تدخل أحد منكم .
قالوا: أهلاً و سهلاً بك في منزلنا… تفضل اجلس معنا .
قلت لهم : اعذروني فأنا مستعجل و لدي طلبية ترانزستورات رديئة لانفرترات الطاقة الشمسية و يجب أن أصنعها… إلى اللقاء.
و تركت قرية الأعطال لأسجل مشاهداتي في الحال…و رجعت للبيت وأكلت سندويشة زعتر و زيت ثم ارتكيت .
تأليف م.منذر سالم



تعليق واحد

  1. اسلوب شرح لاينسى
    الله يزيدك علم وصحه