تذكرتك يا رب وأنا أمشي في هذا العالم فشعرت بالغربة والانفصال ولم أجد أحدا أكلمه ويكلمني وأفهمه ويفهمني.. نبذوني كلهم ورفضوني كما نبذتهم ورفضتهم.. وأحسست بنفسي وحيدا غريبا مطرودا.. ملقى على رصيف أبكي كطفل يتيم بلا أم .. وسمعت في قلبي صراخا يناديك .. كانت كل خلية في بدني تتوب وتئوب وترجع وسمعتك تقول في حنان.. لبيك عبدي.. ورأيت يدك التي ليس كمثلها شيء تلتقطني وتخرجني من نفسي إلى نفسك.. واختفى ديكور القماش والورق وذاب مسرح الخدع الضوئية .. وعاد اللا شيء إلى اللا شيء.. وعدت أنا إليك.. لا إله إلا أنت سبحانك ولا موجود سواك .. القرب منك يضيف والبعد عنك يسلب , لأنك وحدك الإيجاب المطلق , وكل ما سواك سلب مطلق
5
كذلك الأشياء التي فقدناها ، والأوطان التي غادرناها ، والأشخاص الذين اقتلعوا منا . غيابهم لا يعني اختفاءهم. إنهم يتحرّكون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا ، كما يعيش وطن.. كما تعيش امرأة.. كما يعيش صديق رحل.. ولا أحد غيرنا يراهم. وفي الغربة يسكنوننا ولا يساكنوننا ، فيزداد صقيع أطرافنا ، وننفضح بهم برداً !
4
يتراجع دور الوطن في الخارج، عندما يتراجع دور المواطن في الداخل، فالمال في الغربة وطن، والفقر في الوطن غربة
4
لا أحد مثلي يستمتع بالحب , لأنه لا أحد مثلي يعرف معنى العذاب .. لقد مررت بمدينة الجنون وأقمت بمدينة الغربة وامتلكتني مدينة الرعب زمناً , واستطعت أن أغادرها كلها من جديد إلى مدينة الحياة اليومية المعافاة
4
أشعُرُ الآنَ أنّي غريبٌ في هذا الوجود، وأنني ما أزدادُ يوما في هذا العالم إلا وأزدادُ غُربةً بين أبناء الحياةِ وشعورًا بمعاني هاته الغربة الأليمة ، غربةُ من يطوف مجاهلَ الأرض، ويجوب أقاصي المجهول، ثم يأتي يتحدث إلى قومه عن رحلاته البعيدة فلا يجد واحدًا منهم يفهَمُ من لغةِ نفسه ، غربةُ الشاعر الذي استيقظ قلبه في أسحار الحياة حينما تضجع قلوبُ البشر على أسرِةِ النوم الناعمة، فإذا جاء الصباح وحدَّثهم عن مخاوف الليل وأهوال الظلام، وحدثهم في أناشيده عن خلجات النجوم ورفرفة الأحلام الراقصة بين التلال، لم يجد من يفهم لغة قلبه، ولا من يفقه أغاني روحه ، الآن أدركت أنني غريبٌ بين أبناء بلادي
4
الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن
3
غريبة في هذا العالم.. غريبة .. وفي الغربة وحدة قاسية.. ووحشة موجعة .. غير أنها تجعلني أفكر أبداً بوطن سحري لا أعرفه وتملأ احلامي بأشباح أرض قصيّة ما رأتها عيني غريبة في هذا العالم وقد جبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد مسقط رأسي ولا لقيت من يعرفني ولا من يسمع بي
3
جسمي معي غير أن الروح عندكم فالروح في غربة والجسم في الوطن
3
الغربة ليست محطة.. إنها قاطرة تركبُها حتى الوصول الأخير . قصاص الغربة يكمن في كونها تُنقص منك ما جئت تأخذ منها . بلد كلّما احتضنك إزداد الصقيع في داخلك ، لأنها في كل ما تُعطيك تعيدك إلى حرمانك الأول . لذا تذهب نحو الغربة لتكتشف شيئاً... وإذ بك تنكشِف بإغترابك
3
لعل الغربة تعطيك كثيراً حين تكون فرداً ، وتأخذ منك أكثر حين تصبح جماعة
3
العلم في الغربة وطن والجهل في الوطن غربة
3
الكتابة غربة، غربة عن الصفقة الاجتماعية المعتادة، غربة عن المألوف والنمط والقالب الجاهز، غربة عن طرق الحب الشائع وعن طرق الخصومة الشائعة، غربة عن الطبيعة الإيمانية للحزب السياسي
3
الناس تحسدك دائما على شيء لا يستحق الحسد، لأن متاعهم هو سقوط متاعك، حتى على الغربة يحسدونك عليها، كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقدا وحقدا!
3
في الغربة لا تستطيعين أن تدعين امتلاكك لشيء ما, في الغربة أنتِ لا تملكين سوى حلمك
3
أشد أنواع الغربة هو ما تشعر به في وطنك
3
أعرف أن المراكب في المرفأ تشكو الضجر، ولكن المراكب المبحرة تشكو الغربة وتشهد أن موسم الهجرة إلى الوطن قد حان
3
يكذب، يكذب صحوك يكذب باستمرار، فكأنك غربة.. وكأنك كنت رصيفاً في الغربة وكأنك مألوف في الغربة ! وكأنك..لا أدري : .. غربة
3
افترشتُ الغربة والتحفتُ بحبّك، فوَجدتني في وَطَني! وأكتشف معك، طائراً نَسيته قبيلتنَا منذُ دُهورٍ اسمهُ الفرح
3
يا حبيبتي الشقية , ما الذي يبقى ؟ ما قيمتي الآن دونك وما نفع هذا الضياع ونفع هذه الغربة ؟ لم يكن أمامنا منذ البدء إلا أن نستسلم للعلاقة أو للبتر , ولكننا اخترنا العلاقة بإصرار إنسانين يعرفان ما يريدانه , لقد استسلمنا للعلاقة بصورتها الفاجعة والحلوة ومصيرها المعتم والمضيء وتبادلنا خطأ الجبن , أما أنا فقد كنت جباناً في سبيل غيري , لم أكن أريد أن أطوح بالفضاء بطفلين وامرأة لم يسيئوا إلي قط مثلما طوح بي العالم القاسي قبل عشرين عاماً , أما أنت فقد كان ما يهمك هو نفسك فقط , كنت خائفة على مصيرك وكنت خائفاً على مصير غيري , وقد أدى الارتطام إلى فجيعة لا هي علاقة ولا هي بتر , أتعتقدين أننا كنا أكثر عذاباً لو استسلمنا للقطيعة أو لو استسلمنا للعلاقة ؟ لا
3
أنا ملاح يكاد ملح الغربة يحرقه
3
مساء العيد جاء المساء وغمر الظلام فشعشعت الأنوار في القصور والمنازل وخرج الناس إلي الشوارع بملابس العيد الجديدة وعلي وجوههم سيماء البشر والاستكفاء ومن بين دقائق لهاثهم تنبعث رائحة المآكل والخمور ... أما أنا فسرت وحيداً منفرداً مبتعداً عن الزحام والضجيج أفكر بصاحب العيد. أفكر بنابغة الأجيال الذي ولد فقيراً وعاش متجرداً ومات مصلوباً ... أفكر بالشعلة النارية التي أوقدها الروح الكلي في قرية حقيرة بسوريا (فلسطين أثناء زمان الكاتب) فطافت مرفرفة فوق رؤوس العصور مخترقة مدنية بعد مدنية ... ولما بلغت الحديقة العمومية، جلست علي مقعد خشبي أنظر من خلال أغصان الأشجار العارية نحو الشوارع المزدحمة وأسمع عن بُعد أناشيد المعَيدين السائرين في موكب اللهو و الخلو .. وبعد ساعة مفعمة بالأفكار والأحلام التفت وإذا برجل جالس بقربي علي المقعد وفي يده عصاه يرسم بطرفها خطوطاً ملتبسة علي التراب .. فقلت في نفسي "هو مستوحد مثلي" ثم تفرست إليه متبصراً شكله فألفيته رغم أثوابه القديمة وشعره المسترسل المشوش ذا هيبة ووقار .. وكأنه قد شعر بأنني أنظر إليه متفحصاً شكله وملامحه فالتفت نحوي وقال بصوت عميق هادى "مساء الخير" فأرجعت التحية قائلاً "أسعد الله مساءك" ثم عاد يرسم الخطوط بعكازه علي أديم الأرض، وبعد هنيهة وقد أعجبت بنغمة صوته خاطبته ثانية قائلاً:"هل أنت غريب في هذه المدينة؟" فأجاب "أنا غريب في هذه المدينة وأنا غريب في كل مدينة أخرى". قلت "أن الغريب في مثل هذه المواسم يتناسى ما في الغربة من الضيم والوحشة لما يجده في الناس من الأنس والانعطاف". فأجاب "أنا غريب في مثل هذه الأيام أكثر مني في غيرها". قال هذا ونظر إلي الفضاء الرمادي فاتسعت عيناه وارتعشت شفتاه كأنه رأى علي صفحة الفضاء رسوم وطن بعيد .. قلت "إن القوم في هذه المواسم يعطفون علي بعضهم البعض فالغني يذكر الفقير والقوى يرحم الضعيف". فأجاب "نعم وما رحمة الغني بالفقير سوى نوع من حب الذات وليس انعطاف القوى علي الضعيف إلا شكلاً من التفوق والافتخار". قلت "قد تكون مصيباً، ولكن ماذا يهم الفقير الضعيف ما يجول في باطن الغني القوى من الرغائب والأميال؟ إن الجائع المسكين يحلم بالخبز ولكنه لا يفكر بالكيفية التي يعجن بها الخبز". فأجاب "إن الموهوب لا يفتكر أما الواهب فيجب عليه أن يفتكر ويفتكر طويلاً". فأعجبت بكلامه وعدت أتأمل منظره الغريب وأثوابه القديمة وبعد سكينة نظرت إليه قائلاً "يلوح لي أنك في حاجة فهلا قبلت درهماً أو درهمين؟" فأجاب وقد ظهرت علي شفتيه ابتسامة محزنة "نعم أنا بحاجة ولكن إلي غير المال". قلت "وماذا تحتاج؟" فقال "أنا بحاجة إلي مأوى ..أنا بحاجة إلي مكان أسند إليه رأسي" قلت "خذ مني درهمين واذهب إلي النزل وأستأجر غرفة". فأجاب "قد ذهبت إلي كل نزل في هذه المدينة فلم أجد لي مأوى، وطرقت كل باب فلم أري لي صديقاً، ودخلت كل مطعم فلم أعط خبزاً". فقلت في نفسي: ما أغربه فتي يتكلم تارة كالفيلسوف وطوراً كالمجنون. ولكن لم أهمس لفظة "مجنون" في أذن روحي حتى حدق بي شاخصاً ورفع صوته عن ذي قبل وقال "نعم أنا مجنون ومن كان مثلي يرى نفسه غريباً بلا مأوى وجائعاً بلا طعام". قلت مستدركاً مستغفراً "سامح ظنوني فأنا لا أعرف من أنت وقد استغربت كلامك، فهلا قبلت دعوتي وذهبت معي لتصرف الليلة في منزلي؟" فأجاب "قد طرقت بابك ألف مرة ولم يُفتح لي". قلت وقد تحققت جنونه "تعال الآن وأصرف الليلة في منزلي؟" فرفع رأسه وقال "لو عرفت من أنا لما دعوتني؟". فقلت "ومن أنت؟". قال وفي صوته هدير مياه غزيرة "أنا الثورة التي تقيم ما أقعدته الأمم. أنا العاصفة التي تقتلع الأنصاب التي أنبتتها الأجيال. أنا الذي جاء ليلقي في الأرض سيفاً لا سلاماً". ووقف منتصباً وتعالت قامته وسطع وجهه وبسط ذراعيه فظهر أثر المسامير في كفيه: فارتميت راكعاً أمامه وصرخت قائلاً "يا يسوع الناصري ..." وسمعته يقول إذ ذاك "العالم يعَيد لأسمي وللتقاليد التي حاكتها الأيام حول أسمي. أما أنا فغريب أطوف تائهاً في مغارب الأرض ومشارقها وليس بين الشعوب من يعرف حقيقتي". للثعالب أو جرة ولطيور السماء أوكار وليس لابن الإنسان أن يسند رأسه. ورفعت رأسي إذ ذاك ونظرت فلم أرى أمامي سوى عمود من البخور ولم أسمع سوى صوت الليل آتياً من أعماق الأبدية .
Kahlil Gibran
6
قلت : أليس الغريب من جفاه الحبيب ؟؟ قال أبو حيان التوحيدي: بل الغريب من واصله الحبيب, بل الغريب من تغافل عنه الرقيب, بل الغريب من نودي من قريب, بل الغريب من هو في غربته غريب . أين أنت من غريب لم يتزحزح من مسقط رأسه,و لم يتزعزع من مهب أنفاسه. أغرب الغرباء من صار غريبا في وطنه, أغرب الغرباء من تأتيه الغربة من باطنه.
5
"غنى المرء في الغربه وطن"
لأن التني مآربه ميسرة في كل مكان بهذه المال، كما يتيسر له المساعد أينما حل فلا
يستوحش من الغربة، وفي عكسه قوله: (قر المرء في وطنه غربة) وسيأتي في
الفاء والمثلان مثل قديم لفصحاء المولدين أورده الميداني في مجمع الأمثال وهو:
غنى المرء في الغربة وطن وقره في الوطن غربة). وفي معناه قول القائل:
الفقر في أوطاننا غربة والمال في التربة أوطان.
وقول الآخر: سر الفتي وطن له والفقر في الأوطان غربة)
5
"فقر المرء في وطنه غربة "
لأن الفقير الغريب بين أهل بلده، وقالوا في عكسه: (غنى المرء في الغربه وطن)
وتقدم ذكره في الغين المعجمة وذكر ما ورد في معنى المثلين من الشعر وأنهما
مثل قديم لفصحاء المولدين وهو: (غي المرء في الغربة وطن وفقر. في الوطن
غرية). ويرادف ما هنا من ح كم الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام قوله:
(المقل غريب في بلاده أجني في غيرها).
5
الغربة نفسها هي غربة عن مكان، عن جذور، وهذا هو جوهر الأمر. الأرض. الأرض هي كل شيء. نعود إليها محمّلين باكتشافاتنا. ما دمنا معلّقين من أهدابنا بالسحب الراكضة، فإننا في فردوس المجانين هذا. نهرب، نهرب باستمرار. وعلينا الآن أن نعود إلى الأرض، حتى لو اضطررنا فيما بعد إلى انطلاق جديد. يجب أن تكون لنا تحت أقدامنا أرض صلبة، نحبها، ونخاصمها، ونهجرها لشدة ما نحبها ونخاصمها، فنعود إليها.
4
يا أنت التى رحلت مع زوجها الى حيث لا يراكِ إلا عيناه العاريتان خلف شبابيك الغربة الخائنة وأرصفتها الخالية من الوفاء هل أنفض يدى من حبك الذى جاء من حيث لا أدرى وراح حيث لا أستطيع اللحاق به حتى وان فعلت أى أمرأة تلك التى ستكفينى بعد أن رفعتِ أنتِ سقف الكفاية إلى حد تعجز عنه النساء هذا السقف الشاهق معجزتك معى.
4
ليس صحيحا أنه لا كرامة لنبي فى وطنه، فما من كرامة حقيقية لنبي أو ولى أو واحد من عوام الناس إلا فى الوطن، هذا إذا نظرنا إلى الكرامة بمعنى العز الحقيقى فى الحب والطمأنينة والود والمراعاة التى يشعر بها الإنسان بين أهله ومعارف عمره وشوارع صباه، مهما كان هؤلاء جميعًا. وفى حالة كاتب وقارئ عربي تُمثّل اللغة المحيط الوجدانى لحياته، فإن الغربة تكون خانقة حقًا، ولم تكن كل جمالات الطبيعة وسوانح الترفيه ومناهل العلم والثقافة بكافية للتعويض عن الاستوحاش للوطن.
4
لم أكن شيوعياً كما أسلفت ، كان الشيوعيون يتهموننى بأننى مجرد رومانسى ثورى كنت و لم أزل ، أرى فى صورة المجتمع الحريص على العدالة الاجتماعية و التكافل العام حلماً إنسانياً جميلاً و نبيلاً أبكى... لا أعرف لماذا بالضبط أبكى ، لكنها كل أحزان العمر تتجمع فى هذه اللحظة و تدفعنى للبكاء الذى كلما حاولت كبحه يجمح أكثر ما الغربة ؟ لقد أجهدت نفسى لأحلل ما يمكن أن تكونه، و وصلت-بعد تفحصى للاحتمالات الكثيرة- إلى أنها يمكن أن تكون العيش فى مكان لا تعطى فيه و لا تأخذ عطاءً حقيقياً و أخذاً من المشاعر... مشاعر لا يحتملها واجب اللياقة، بل تتفجر بتلقائية و تنساب بلا عمد كأنها مياه الينابيع تتفجر لفرط اكتنازها تحت الأرض و تسيل إلى حيث ينتظرها و يتلقفها المنخفض. مرة تكون أنت النبع و مرة تكون المنخفض .
4
و تأتيني كلمات مريد كقبلة على الجبين تباركني، أخرج و أرتبك و أسأل نفسي في عتب: هل كانت تنقص مريد الغربة؟ تستحيل عودته لفلسطين، و البيت ليس وطنًا لكنه وطن! تحمس لسفري، و شجعني، و لكني أعرف أنه ساعة أدار المفتاح في الباب و دخل البيت داهمته الوحشة، فكيف أردها عنه؟ يقول في رسالته: " حين سافرتِ سافر الوطن مرة أخرى "، و هو لا يعرف أن هذه الرسائل كانت في الغربة لي هي الوطن، أمامها يتراجع الشعور بأنني انفلت ضائعة في فضاء خارجي لم أعرف له بعد قانونًا.
4
فى الصباح حاولت استدعاء ممرّضة لتساعدنى على قضاء حاجتى.انزلق الجرس وسقط على الأرض. انتبهت إلى عجزى التام عن استعادته أو رفع صوتى لتسمعه أىٌ من الممرضات. حين أتت الممرضة بعد نصف ساعة أو ساعة, كنت بللت فراشى؛ كان هذا هو أقسى ما مرّ بى منذ دخلت المستشفى ظهر اليوم السابق. غيّرت لى الممرضة الملاءة وقبل أن تستبدل بثوب المستشفى المُبَلّل ثوباً آخر, أشرت عليها بقميص نوم أبيض حملته معى. ولما لامس الثوب جسمى شملتنى سكينة غريبة. كان القميص لأمى, قطنيًّا أبيض طويلًا وبسيطًا وجميلًا. هل أتى لى القميص بأمى فانكسرَتْ تلك الغربة الغالبة التى أتفنّن فى تجاهل قسوتها؟ربما.
4
عندما نحزن في الغربة ، تموء احزاننا حتى يكاد صوت الحزن ان يبح . . في الغربة لا قدرة لاحد على ان يحتضن اوجاعنا ولا على احتواء تبعثرنا . . هناك لا احد يشبهنا ، حتى لو حلقنا ذقوننا . . وسرحنا رؤوسنا وتحدثنا الانجليزية بلكنة حمقاء باردة.
4
عندما نحزن في الغربة، تموء أحزاننا حتى يكاد صوت الحزن أن يبحّ.. في الغربة لا قدرة لأحد على أن يحتضن أوجاعنا ولا على احتواء تبعثرنا .. هناك لا أحد يشبهنا، حتى لو حلقنا ذقوننا.. وسرّحنا رؤسنا وتحدثنا الإنجليزية بلكنة حمقاء باردة.. هناك جميعهم يتشابهون.. نحن فقط من نختلف عنهم، نحن الدخلاء الهاربين من جراحنا، اللاجئين من أوطاننا بسبب حزن ما، حرب ما.. حبّ ما.. عقيدة ما .. قبيلة ما.
4
أيه هيه الغربة يا فاطنه؟ وميتى يبقى الواحد منينا في غربه.؟ لما يسيب بلده.؟ الواحد بلده الحته اللي بيغواها. بيته . الفرشة اللي عينه تنعس جواها. مش يامنه اب بعرور متجوزة حفني العطار.؟ مش دي حكاية يا فاطنه قارياها انتي وحافضاها.؟ مش قاسمين لا الفرش ولا اللقمة. مش دايقين أيامهم بلسانهم وجنوبهم في الليل.. بتبات تتقلب. أهي دي الغربة يا فاطنه. جبلاية الفار بلده وبلد جده وده بيت والده لكن متغرب فيه .
4
أنت لن تفهم هذا .هذا أمر لا يفهمه إلا من فقد أحد أطرافه. وحده يعاني من "ظاهرة الأطراف الخفية "إحساس ينتابه بأن العضو المبتور ما زال موجوداً. بل هو يمتد في بعض الأوقات إلى كامل الجسد. إنه يؤلمه.. ويشعر بحاجة إلى حكه.. أو تقليم أظافر يد لا توجد! كذلك الأشياء التي فقدناها. والأوطان التي غادرناها والأشخاص الذين اقتلعوا منا. غيابهم لا يعني اختفاءهم. إنهم يتحركون في أعصاب نهايات أطرافنا المبتورة. يعيشون فينا ,كما يعيش وطن.. كما تعيش امرأة.. كما يعيش صديق رحل.. ولا أحد غيرنا يراهم. وفي الغربة يسكنوننا ولا يساكنوننا، فيزداد صقيع أطرافنا، وننفضح بهم برداً!
4
من اين لك هذا الصبر على امراه لها حداد ملكي لا يكاد يموت ملك الا ويعلن مع موته اسم من سيعتلي عرش قلبها ....... كان لصوتها جسد وكان له رائحة وملمس وكان كل ما أحتاجه لأبقى على قيدالفرح ........ أي علمٍ هذا الذي لم يستطع حتى الآن أن يضع أصوات من نحب في أقراص أو في زجاجة دواء نتناولها سرا عندما نصاب بوعكة عاطفية بدون أن يدري صاحبها كم نحن بحاجته ......... انك اثناء انبهارك بها كانت تلك المرأة تعيث فيك عشقا وفسقا وكرما وتفسدك وتخرّبك وتدلّلك وتشكلك بحيث لن تعود تصلح لأمرأة عداها ............: تجمع حولك اشياء اشياء بديلة تسميها وطنا. تحيط نفسك بغرباء تسميهم اهلا. تنام في سرير عابرة تسميها حبيبة . تحمل في جيبك دفتر هاتف بأرقام كثيرة لأناس تسميهم أصدقاء. تبتكر اعيادا ومناسبات وعناوين وعادات ومقهى ترتاده كما تزور قريب أثناء تفصيلك لوطن بديل تصبح الغربة فضفاضة عليك ........ ان ثلث الحكمة فطنة وثلثيها تغافل ........ لا تصدّق أن الاشياء مضرة بالصحة وحدهم الاشخاص مضرون. وقد يلحقون بك من الاذى أكثر مما تلحق بك الأشياء التي تصر وزارة الصحة على تحذيرك من تعاطيها ..... كلما تقدم بي العمر تعلمت ان استعيض عن الناس بالاشياء ان احيط نفسي بالموسيقى والكتب واللوحات فهي على الاقل لا تكيد لك ولا تغدر بك انها واضحة في تعاملها معك والاهم من هذا انها لا تنافقك ولا تهينك ولا يعنيها ان تكون زبالا او جنرالا ..... كيف اترجم لك اغنية تحيك لي مؤامرة بكاء وتذبحني فيها الكمنجة ذهابا وايابا اية لغة اية كلمات تحمل ما كافيا من الشجن ........ سخاؤنا العاطفي يا عزيزتي سببه يتمنا لا حزننا لا اكثر سخاء من اليتامى ........ القدر لا ينبهك عندما يحين دورك في مسرحية الحياة ولا في اي جهة من المسرح ستكون ولا من سيكون الحظور يومها ........ ان الوطن وحده يملك حق اهانتك وحق اسكاتك وحق قتلك وحق حبك على طريقته بكل تشوهاته العاطفيه .
4
الصداقة تعني لي الشيء الكثير انها تأتي عندي في مرتبة الحب ، لان الصداقة كالحب .. كسر لعزلة القلب وتدمير لصقيع الغربة .
4
تجمع حولك أشياء بديلة تسميها وطناً. تحيط نفسك بغرباء تسميهم أهلاً. تنام في سرير عابرة تسميها حبيبة. تحمل في جيبك دفتر هاتف بأرقام كثيرة لأناس تسميهم أصدقاء. تبتكر أعياداً ومناسبات وعناوين وعادات، ومقهى ترتاده كما تزور قريباً. أثناء تفصيلك لوطن بديل، تصبح الغربة فضفاضة عليك، حتى لتكاد تخالها برنساً. غربة كوطن، وطن كأنه غربة. فالغربة فاجعة يتم إدراكها على مراحل، ولا يستكمل الوعي بها، إلا بانغلاق ذلك التابوت على أسئلتك التي بقيت مفتوحة عمراً بأكمله، ولن تكون هنا يومها لتعرف كم كنت غريباً قبل ذلك، ولا كم ستصبح منفياً بعد الآن!
~
4
-ما كان لي صديق لأخسره. أصدقائي سقطوا من القطار. عندما تغادر وطنك، تولي ظهرك لشجرة كانت صديقة، ولصديق كان عدواً. النجاح كما الفشل، اختبار جيد لمن حولك، للذي سيتقرب منك ليسرق ضوءك، والذي سيعاديك لأن ضوءك كشف عيوبه، والذي حين فشل في أن ينجح، نذر حياته لإثبات عدم شرعية نجاحك. الناس تحسدك دائماً على شيء لا يستحق الحسد، لأن متاعهم هو سقط متاعك. حتى على الغربة يحسدونك، كأنما التشرد مكسب وعليك أن تدفع ضريبته نقداً وحقداً، وأنا رجل يحب أن يدفع ليخسر صديقاً. يعنيني كثيراً أن أختبر الناس وأعرف كم أساوي في بورصة نخاستهم العاطفية . -وكيف تعيش بدون أصدقاء؟ -لا حاجة لي إليهم.. أصبح همي العثور على أعداء كبار أكبر بهم. تلك الضفادع الصغيرة التي تنقنق تحت نافذتك وتستدرجك إلى منازلتها في مستنقع، أصغر من أن تكون صالحة للعداوة. لكنها تشوش عليك وتمنعك من العمل.. وتعكر عليك حياتك. إنه زمن حقير، حتى قامات الأعداء تقزّمت، وهذا في حد ذاته مأساة بالنسبة لرجل مثلي حارب لثلاث سنوات جيوش فرنسا في الجبال.. كيف تريدني أن أنازل اليوم ضآلة يترفع سيفك عن منازلتها؟ -أنت إذن تعيش وحيداً؟ رد مبتسماً: -أبداً ..أنا موجود دائماً لكل من يحتاجني، إني صديق الجميع ولكن لا صديق لي .
~
4
عندما اغار انسحب واترك لمن أحب فرصة اختياري من جديد
.......
لتكتب لا يكفي ان يهديك احدا دفترا او اقلاما بل لابد ان يؤذيك احد الى حد الكتابه
........
الاشياء التي فقدناها والاوطان التي غادرناها والاشخاص الذين اقتلعوا منا غيابهم لا يعني اختفاءهم انهم يتحركون في اعصاب نهايات اطرافنا المبتورة يعيشون فينا كما يعيش وطن كما تعيش امرأه كما يعيش صديق رحل ولا احد غيرنا يراهم وفي الغربة يسكنوننا ولا يساكنوننا فيزداد صقيع اطرافنا وننفضح بهم بردا
.......
ان تعود الى الرسم اي ان تعود الى الحب
......
الكتابة اعمال قطيعة مع الحب وعلاج كيماوي للشفاء منه .. سأكتب عندما نفترق
.......
الرسم كما الكتابة وسيلة الضعفاء أمام الحياة لدفع الأذى المقبل وانا ماعدت احتاجها لاني استقويت بخساراتي .. الاقوى هو الذي لا يملك شيئا ليخسره
......
عليك في مساء الحياة ان تخلع هم العمر كما تخلع بدلة نهارك
ان تعلق خوفك على المشجب وان تُقلع عن الاحلام
كل الذين احببتهم ماتوا بقصاص احلامهم
........
اثناء انشغالنا نحن بالبقاء احياء نسينا ان نحيا فلا هؤلاء هنئوا بموتهم ولا نحن نعمنا بحياتنا
........
اغنية من تلك الاغاني التي تكاد تكون لها رائحة ويكاد يكون لها جسد
......
صباح الضواحي الباردة وقلبك الذي استيقظ مقلوبا رأسا على عقب كمزاج الكراسي المقلوبة فجراً على طاولات المقاهي الباريسية ينتظر من يمسح أرضه من خطى الذين مشوا بوحل احذيتهم على احلامك
.....
من يكنس رصيف حزنك من اوراق خريف العشاق
......
انا احب قول الامام علي رضي الله عنه "افضل الزهد اخفاءه" بعض اللحي عدة تنكرية
.....
فالصورة كما المرأة لا تمنح نفسها إلا لعاشق جاهز أن يبذر في انتظارها ماشاءت من العمر
......
اعتاد الحزن ان يرافق كل فرحة كما يصاحب فنجان القهوة كوب الماء المجاني الذي يقدمه لك نادل عندما تطلب قهوة في فرنسا
........
الناس اللذين نحبهم لا يحتاجون الى تأطير صورهم في براويز غالية. اهانة ان يشغلنا الاطار عن النظر اليهم ويحول بيننا وبينهم
......
قررت ان اذيب الفرحة في فنجان قهوة ان ابدا النهار باقامة علاقة جميلة وكسولة مع الحياة ان افك ربطنة عنق الوقت واترك قميصي مفتوحا لرياح المصادفة
.......
اثناء تسكعك في ازقة الاقدار قد تتعثر بحب امراه مرتكبا حاثا عاطفيا للسير ولكن امرأه اخرى هي التي تحبل منك اثر حادث سرير
.......
عليك ان تلقي على الذاكرة تحية حذرة فكل عداباتك تأتي من التفانك الى نفسك
.........
ثمة من ينال منك بدون يقصد ايذاءك انما باسحواذه عليك حد الايذاء
ثمة من يربط سعادته بحقه في ان يجعلك تعيسا
...........
كلما هممت بمغادرتك تعثرت بك
.......
اجمل حب هو الذي نعثر عليه اثناء بحثنا عن شئ اخر
~
4
حدثنا عيسى بن هشام قال:
كنتُ في بعض مطارح الغربة مجتازاً، فإذا أنا برجل يقول لآخر: بم أدركتَ العلمَ؟ وهو يجيبه، قال: طلبتهُ فوجدتهُ بعيدَ المرام، لا يصطادُ بالسهام، ولا يُرَى في المنام، ولا يُضْبطُ باللجام، ولا يُورث عن الأعْمَام، ولا يُستعارُ من الكرام، فتوسّلت إليه بافتراش المدَر، واستناد الحَجَر، وَرَدّ الضجر، وركوب الخطر، واصطحاب السفر، وكثرة النظر، وإعمال الفِكَرِ، فوجدتهُ شيئا لا يصلح إلا للغرس ولا يغرس إلا في النفس، وصيدا لا يقع إلا في النَّدْر، ولا ينشب إلا في الصدر، وطائراً لا يخدعه إلا قنص اللفظ، ولا يعلَقُه إلا شَرَكُ الحفظ فحملته على الروح وحبستهُ على العين .
وأنفقت من العيش، وخَزَنتُ في القلب، وحرّرتُ بالدرس، واسترحتُ من النظر إلى التحقيق، ومن التحقيق إلى التعليق، واستعنتُ في ذلك بالتوفيق، فسمعتُ من الكلام ما فَتَقَ السمعَ، ووصل إلى القلب، وتغلغل في الصدر، فقلتُ: يا فَتَى ومن أين مطلعُ هذه الشمس فجعل يقول :
إسكندريّةُ داري ..... لو قَرَّ فيها قراري
لكن بالشام لَيْلِي ..... وبالعراق نَهاري
~
4
الحكم والمقولات التي تم نشرها مؤخراً
حكم ومقولات عن تحفيز للدراسة
حكم ومقولات عن المزح والنكد
حكم ومقولات عن عن الصداقه
حكم ومقولات عن الله
حكم ومقولات عن حب الله
حكم ومقولات عن عبارات دينيه
حكم ومقولات عن التوبة
المقولات والحِكم بالأعلى جُمعت من الشبكة العنكبوتية ومن مصادر متنوعة غير رسمية ولاتعبر عن رأينا بأي شكل من الأشكال
2023-07-17 08:15:22