كلنا حيوانات عند الخبز والقبلات اي عند البحث عن الطعام وعن الحب .. عن الرغيف وعن القبلة .. عن الذي تملاْ به المعدة وتملاْ به القلب .. ويحدث كثيرا ان نجد الحب ولا نجد الرغيف .. او نجد الجنس ولا نجد الحنان ! وفي زحام المدن يتولد الاصطدام ، ويتولد الخوف والكراهية والمنافسة حتى الموت !! وهذا هو العذاب الذي يعانيه الانسان في كل عصور التاريخ
7
يبدو الذهاب الى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة , أتحاشى الخروج ما أمكن , أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة أنني بعيدة عنهم في الوقت نفسه , لحظة استيقاظي من النوم هى الأصعب , حين أذهب الى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً أو كأن حالتي في الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات
7
لم نكن نعرِف الخوف أبداً ، تسألني لماذا؟ لأننا كنا على يقين من أن الروح التي وهبنا إياها الله، هو وحده الذي يستطيع أن يأخذها، وفي الوقت الذي حدده الله، لا الوقت الذي حدده الإنجليز أو أي مخلوق على وجه الأرض
7
من بين كل صحابته اصطفى الرسول خالد بن الوليد ليحمل رسالته إلى المهلهل .. قال النبي صلوات الله عليه : يا أخي خالد , إذا طلعت جبلاً فاذكر الله , وإذا مررت بواد فكبر الله , وإذا فطر الحزن قلبك فاتل من القرآن , فإن القرآن شفاء للصدور المحزونة , وإذا بلغت هؤلاء القوم فلا يدخل قلبك الفزع ولا الخوف منهم
7
انها صورة لا نحبها من القلق والخوف وشيء من الذل ومقاومة خفيفة يمكن ان نسميها : الامل او التوكل على الله مع شيء تافه اسمه الثقة بالنفس وبسبب هذا الافلاس المعنوي لا ينظر احد الي احد
7
أقول للطبيب: أشعر بالخوف، في الصحو والمنام .. ربما أطير لأنني خائفة، ولكن عندما أطير أتخفف من خوفي .. لا أعود أنتبه لوجوده , وحين يغلب الخوف أجد نفسي غير قادرة على الوقوف أو المشي , أتمترس في السرير .. يبدو الذهاب إلى العمل أو الخروج من البيت مهمة مستحيلة , أتحاشى الخروج ما أمكن , أتحاشى الناس، وأشعر بالوحشة لأنني بعيدة عنهم في الوقت نفسه .. لحظة استيقاظي من النوم هي الأصعب , يستغرقني الاستعداد للخروج إلى العمل ساعتين، لا لأنني أتزيّن وأتجمل بل لأنني لا أكون قادرة على النزول إلى الشارع والذهاب إلى الوظيفة ولقاء من سألتقي بهم , وحين أذهب إلى العمل وأنهمك فيه، يتراجع الخوف كأنه كان وهماً، أو كأن حالتي في الصباح لم تكن سوى هواجس وخيالات .. أسميت شعوري خوفاً ولكنني لست متأكدة من دقة التوصيف، ربما هو شيء آخر، إعراض أو توجس أو شعور مختلط لا يشكل الخوف إلا عنصراً واحداً من عناصره .. لا أدري
7
قالت ويدها ترتجف في يده: - إني خائفة .. قال وهو يمشي الهوينا: - أنا أعيش في هذا الخوف .. إنه الخوف الجميل .. الخوف من أن يظهر المكتوم .. فإذا به على غير ما نرضى وعلى غير ما نحب , وهو خوف يدفع كلا منا إلى إحسان العمل .. وهو خوف لا يوجد إلا عند الأتقياء .. لأنه خوف يحمي أصحابه من الغرور .. ألم يقل أبو بكر .. ما زلت أبيت على الخوف وأصحو على الخوف حتي لو رأيت إحدى قدمي تدخل الجنة فإني أظل خائفا حتى أري الثانية تدخل .. فلا يأمن مكر الله إلا القوم الضالون .. - ولماذا يمكر بنا الله ؟ - مكر الله ليس كمكرنا .. فنحن نمكر لنخفي الحقيقة أما الله فيمكر ليظهرها وهو يمكر بالمدعي حتى يظهره على حقيقة نفسه فهو خير الماكرين. - ألا توجد راحة؟ - ليس دون المنتهى راحة .. - ومتي نبلغ المنتهى .
7
عن المقدام بن معد يكرب قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: ( ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه ، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة ، فثلث لطعامه ، وثلث لشرابه ، وثلث لنفسه ).
رواه أحمد [ رقم : 4 / 132 ] ، والترمذي [ رقم : 2380 ] ، وابن ماجه [ رقم : 3349 ] ،.
7
نشر الشائعات وإفشاء السر
أخلاق مذمومة نفر منها الشرع ونهى عنها
نشر الشائعات وإفشاء السر
قال الله تعالى :
وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم
( النساء : 83 )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرها
رواه مسلم.
7
إن الطريقة التي نرى فيها الله ما هي إلا إنعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا، فإذا لم يكن الله يجلب لنا سوى الخوف والملامة فهذا يعنى أن قدرً كبيراً من الخوف والملامة يتدفق لقلوبنا، أما إذا رأينا الله مُفعماً بالمحبة والرحمة فإننا نكون كذلك.
7
أما عن الأدب الأنثوي فقضية أخرى ليس هنا مجال الثرثرة فيها. الأدب جيد ورديء ولا أعرف طريقة أخرى للتقسيم. لكن المرأة ابتكرت الأدب الأنثوي وهو تلك الكارثة التي تتوقف في حلقك كلما قرأت لكاتبة أنثى. الكاتبات اللاتي نسين أنهن إناث وكتبن أدبًا إنسانيًا خالصًا فتح الله عليهن، واقتربن من القمة.. اقرأ لرضوى عاشور أو إيزابيل اللندي أو حتى ج. ك. راولنج وستيفاني مايرز ولسوف تتقطع أنفاسك انبهارًا. لكن كثيرات ظللن في ذلك الخندق العميق: كراهية الرجل.. الفكر الذكري المسيطر على التاريخ وربما الدين.. التمرد على القبيلة.. عار الأنوثة.... إلخ.
7
أكبر لغزين في الحياة هما قطعًا الموت والحبّ . كلاهما ضربة قدر صاعقة لا تفسير لها خارج ( المكتوب ) . لذا، تتغذّى الأعمال الإبداعيّة الكبرى من الأسئلة الوجوديّة المحيّرة التي تدور حولهما . ذلك أنّ لا أحد يدري لماذا يأتي الموت في هذا المكان دون غيره ، ليأخذ هذا الشخص دون سواه ، بهذه الطريقة لا بأخرى ، و لا لماذا نقع في حبّ شخص بالذات . لماذا هو ؟ لماذا نحن ؟ لماذا هنا ؟ لماذا الآن ؟ لا أحد عاد من الموت ليخبرنا ماذا بعد الموت . لكن الذين عادوا من الحبّ الكبير ناجين أو مدمّرين ، في إمكانهم أن يقصّوا علينا عجائبه ، ويصفوا لنا سحره وأهواله ، وأن ينبّهونا إلى مخاطره ومصائبه ، لوجه الله .. أو لوجه الأدب . (من كتاب نسيان.كم)
6
أطيلي صلاتك حتى لا تعودي تنتبهين إلى من سرق قلبك ، إن كان أخذه.. أم ردّه . كلّما أقبلت على الله خاشعة صَغُرَ كلّ شيء حولك وفي قلبك . فكلّ تكبيرة بين يدي الله تُعيد ما عداه إلى حجمه الأصغر ، تُذكّرك بأن لا جبّار إلاّ الله ، وأنّ كلّ رجل متجبّر ، حتى في حبّه ، هو رجلٌ قليل الإيمان متكبّر . فالمؤمن رحوم حنون بطبعه لأنّه يخاف الله (مقتطفات من كتاب نسيان.كم)
6
يمكن لنا التنبؤ بسيماء وجه الله من خلال النظر إلى الأشياء الجميلة
6
لا يمكن كتابة نص كبير في حضرة الموت . مذبحة بعد أخرى ماعدت كاتبة ، أنا أمٌّ تنتحب . تلك الطفولة النائمة في لحافها الأخير عرّتني من أي مجد أدبي ، أصغر طفل مُسجّى في شاحنات الموت ، هو أكبر من أيّ كلمات قد يخطها قلمي . لا حبر يتطاول على الموت . رحم الله شهداء سوريا الحبيبة الصغار منهم والكبار ، وعوّضهم في الآخرة بحياة أجمل من التي سُرقت منهم في هذا العالم الذي أمسى حقيرًا .
6
إذا أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك فلا تفسدها بالاستطالة عليهم بينك وبين نفسك وبالتحدث عنها كثيراً بينك وبينهم، فإن نصف الذكاء مع التواضع أحب إلى قلوب الناس وأنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور
6
قد لا تتوفر لك بيئة صالحة , و لكن هذا ليس عذرا لترك الاستقامة ! لاتوجد بيئة أسوأ من بيت فرعون ، وقد خرجت منه امرأة ضربها الله مثلا للذين آمنوا .. !
6
دخل على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ابنه المؤمن التقي عبد الملك، وقال له في حماس متوقد: يا أبت ما لك تبطيء في إنفاذ الأمور؟! فوالله ما أبالي لو غلبت بي وبك القدور في سبيل الله! فقال الأب الحكيم: يا بني إن الله ذم الخمر في آيتين وحرمها في الثالثة، وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة فيدفعوه جملة.
6
قل لقلبك إن الخوف من العذاب أسوء من العذاب نفسه ، وليس هناك من قلب يتعذب عندما يتبع أحلامه ، لأن كل لحظة من البحث هي لحظة لقاء مع الله والخلود
6
إن لنار الآخرة سبعة أبواب.. وكأن كل باب منها ألقى جمرة على الأرض فباب ألقى الوهم وآخر قذف الخوف وثالث رمى الطمع ورابع بالحرص والخامس بالألم والسادس بالبغض.. أما السابع فرمى بالشر الذي يجمع هذه الستة كلها.. وهو الحب .. النار في الآخرة .. لكن أرواحها في الناس لتسوق أرواح الناس إليها
6
(فكذب وعصى). . وانتهى مشهد اللقاء والتبليغ عند التكذيب والمعصية في اختصار وإجمال ! ثم يعرض مشهدا آخر . مشهد فرعون يتولى عن موسى , ويسعى في جمع السحرة للمباراة بين السحر والحق . حين عز عليه أن يستسلم للحق والهدى: ( ثم أدبر يسعى . فحشر فنادى . فقال:أنا ربكم الأعلى). . ويسارع السياق هنا إلى عرض قولة الطاغية الكافرة , مجملا مشاهد سعيه وحشره للسحرة وتفصيلاتها . فقد أدبر يسعى في الكيد والمحاولة فحشر السحرة والجماهير ثم انطلقت منه الكلمة الوقحة المتطاولة , المليئة بالغرور والجهالة: (أنا ربكم الأعلى). . قالها الطاغية مخدوعا بغفلة جماهيره , وإذعانها وانقيادها . فما يخدع الطغاة شيء ما تخدعهم غفلة الجماهير وذلتها وطاعتها وانقيادها . وما الطاغية إلا فرد لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطانا . إنما هي الجماهير الغافلة الذلول , تمطي له ظهرها فيركب ! وتمد له أعناقها فيجر ! وتحني له رؤوسها فيستعلي ! وتتنازل له عن حقها في العزة والكرامة فيطغى ! والجماهير تفعل هذا مخدوعة من جهة وخائفة من جهة أخرى . وهذا الخوف لا ينبعث إلا من الوهم . فالطاغية - وهو فرد - لا يمكن أن يكون أقوى من الألوف والملايين , لو أنها شعرت بإنسانيتها وكرامتها وعزتها وحريتها . وكل فرد فيها هو كفء للطاغية من ناحية القوة ولكن الطاغية يخدعها فيوهمها أنه يملك لها شيئا ! وما يمكن أن يطغى فرد في أمة كريمة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة رشيدة أبدا . وما يمكن أن يطغى فرد في أمة تعرف ربها وتؤمن به وتأبى أن تتعبد لواحد من خلقه لا يملك لها ضرا ولا رشدا ! فأما فرعون فوجد في قومه من الغفلة ومن الذلة ومن خواء القلب من الإيمان , ما جرؤ به على قول هذه الكلمة الكافرة الفاجرة: (أنا ربكم الأعلى). . وما كان ليقولها أبدا لو وجد أمة واعية كريمة مؤمنة , تعرف أنه عبد ضعيف لا يقدر على شيء . وإن يسلبه الذباب شيئا لا يستنقذ من الذباب شيئا ! وأمام هذا التطاول الوقح , بعد الطغيان البشع , تحركت القوة الكبرى: (فأخذه الله نكال الآخرة والأولى). . ويقدم هنا نكال الآخرة على نكال الأولى . . لأنه أشد وأبقى . فهو النكال الحقيقي الذي يأخذ الطغاة والعصاة بشدته وبخلوده . . ولأنه الأنسب في هذا السياق الذي يتحدث عن الآخرة ويجعلها موضوعه الرئيسي . . ولأنه يتسق لفظيا مع الإيقاع الموسيقي في القافية بعد اتساقه معنويا مع الموضوع الرئيسي , ومع الحقيقة الأصيلة . ونكال الأولى كان عنيفا قاسيا . فكيف بنكال الآخرة وهو أشد وأنكى ? وفرعون كان ذا قوة وسلطان ومجد موروث عريق ; فكيف بغيره من المكذبين ? وكيف بهؤلاء الذين يواجهون الدعوة من المشركين ? (إن في ذلك لعبرة لمن يخشى). . فالذي يعرف ر .
9
فعلاً – فكرت بيني و بين نفسي – سخر الانسان الغربي نفسه لعبادة “الدجال”. لقد فقد من زمن طويل كل براءة و فطرة و كل تكامل داخلي مع الطبيعة. أصبحت الحياة لغزاً أمامه. أصبح متشككاً ، و بذلك عزل نفسه عن مجتمعه من البشر و أصبح يعيش في عزلة داخلية. و حتى لا يفنى في تلك الوحدة ، فإنه يسعى إلى قهر الحياة و التغلب عليها بوسائل خارجه عن فطرته. لم تعد حقيقة أنه حي تهبه أماناً داخلياً : لا بد أن ياصرع على الدوام من أجل مزيد من الحياة كأنها غاية في ذاتها. و لأنه فقد كل تكيف روحي لما فوق المادة ، قرر أن يحيا بلا بعد روحي ، و دفعه ذلك إلى إختراع وسائل آلية ميكانيكية تكون حليفة له و نما عنده الميل المحموم اليائس إلى التقنية و التمكن من قوانينها و وسائلها. راح يخترع كل يوم آلات جديدة، و يضفي على كل منها بعضاً من روحه و يدعها تقاتل بدلاً منه ليستمر وجوده زمناً أطول. إنهم يفعلون ذلك > إلا أن ذلك يخلق لهم على الدوام الاحتياجات الجديدة، و مخاطر جديدة، و مخاوف أكثر تدفعه إلى إخترع حلفاء جدد مصنوعة ، في عطش لا يرتوي أبداً. لقد فقد جانبه الروحي في العجلات الدائرة للآلات المنتجة، و فقدت الآلات الهدف الرئيسي منها- ان تكون حامية و مخصبة للحياو الانسانية- و تحولت إلى آلهة بذاها، آلهة مفترسة من الصلب. و يبدو أن مبشرى و دعاة ذلك الإله لا يرتوي لا يعون أن سرعة تطور التقنية الحديثة ليست فقط نتيجة للنمو العقلي ، بل نتيجة لليأس الروحي ، و أن تلك المنجزات العظمى التى يعتقد أنه يقهر بها الطبيعة ليست في حقيقتها إلا ميلاً دفاعياً : فخلف واجهاتها البراقة يكمن الخوف من المجهول.
8
و كما يمتلئ البالون بالهواء، امتلأ دماغه بأفكار دارت حول فلك وجودي و فلسفي صعب: كيف تردَّى لهذا الدرك العميق؟ كيف تحوَّل لورم قبيح؟ كيف فشل في أن يعيش حياة منتجة بعد أن توافرت له كافة مقومات النجاح؟ لابد و أنه ميل غريزي أو وراثي للفساد و الإفساد. إنه الآن، في هذه اللحظة لا يرى نفسه إلا أنموذجًا لهؤلاء الفشلة و المشردين الذين يتهربون من أداء أي دور إيجابي في الحياة. تزوَّج من امرأة محترمة و ملتزمة، عذبة اللسان ترضى باليسير، و فوق هذا و ذاك هي حب حياته منذ الصغر، فما كان أسهل من أن يعيش في كنفها راضيًا محترمًا، لكنه أبى و غمط النعمة. لم يتقبَّل حلاوة الزواج و السكن، و استهزأ بأسس الرباط و الدين، و سدَّد تركيزه في البحث عن السلبيات و التبرّم من الالتزام. تلبَّس بالأنانية، و استهزأ بالولاء لربّه و دينه، و يكاد يقسم أنه ما رأى نفسه و قد ولَّى وجهه جهة القبلة ذات يوم، أو توجه لله بالدعاء، أو حتى صلى الجمعة. و الأخيرة بالذات و لأنها شعيرة إلزامية يقف على شهادتها الناس، كان يتحايل عليها،فيهيم على وجهه في الطرقات حتى ينقضي ميقات الصلاة، و ينخرط في جموع المغادرين كأنه منهم. و لمَّا تزوّج لم يتغيّر من سلوكه شيء، اللهم إلا مرتين أجبرته زوجته على مصاحبتها للمسجد، و يذكر أنه غطّ غطيطًا ما دامت الخطبة، و كاد يتشاجر مع بعض الإخوة المصلين ممن نبّهوه إلى حتمية إعادة الوضوء لأنه نام، و ما كان ليفعل و لو للحظة. و الأدهى أنه عاش مع هذا راضيًا غافلًا. و نظر بحقد إلى فكرة العمل الجاد ما دام المجتمع ذاته لا يقدِّس قيمة العمل، و يعيش أفراده حياة طفيلية خبيثة عمادها النصب و الاحتيال و التهليب و الفهلوة و الانتهازية؟ كيف يعيش ليخدم أولائك السابلة في الشوارع، الذين لا يتورّعون عن كسر القانون و تدمير ثوابت الدين لو أن هذا يحقق فائدة؟ حتى الميزة الأخلاقية الوحيدة التي نذر نفسه لتلبيتها، و هي ألا يأتي النساء في الحرام، لم يأخذها عهدًا يلتزم بمعناه و يعمل بمقتضاه، إذ سرعان ما نبذه في حياة زوجته، و اكتشف أن تمسَّكه بهذه الفضيلة لم يكن إلا إطارًا شكليًا سببه الخوف ممن حوله.
8
التاريخ لا يتكرر، ولكنه لا يرحم من لا يعتبر، حين وقف التوسع الإسلامي وبدأ ينكمش، وساد الخوف عند المجتمعات الإسلامية من الغزاة، صنع المسلمون آنذاك أفكاراً تعزلهم، ويبالغون في البحث عن أدلتها، وبالغوا في محاولات التميز، والمفاصلة، وأغلقوا مدنهم، ورفعوا أسوارها، وقبعوا فيها يرهبون قدوم الغزاة، أو قدوم البرابرة من الغرب، أو من الشرق، وطال الترقب وتهدمت الأسوار قبل وصول الغزاة، ولما وصل الغزاة لم يكن للمدينة أسوار .
الأحمري
8
(من مسوغات العزل) الخوف من كثرة الحرج بسبب كثرة الأولاد، و الاحتراز من الحاجة إلى التعب في الكسب و دخول مداخل السوء. و هذا أيضاً غير منهيّ عنه، فإن قلة الحرج معين على الدين، نعم الكمال و الفضل في التوكل، و الثقة بضمان الله حيث قال: (و ما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها)، و لا جرم فيه سقوط عن ذروة الكمال، و ترك للأفضل، و لكن النظر إلى العواقب و حفظ المال و ادخاره – مع كونه مناقضاً للتوكل – لا نقول: إنه منهي عنه. أبو حامد محمد الغزالي
8
إن الإنسان المستقيم لا يعيش الخوف. لأن الخوف أمران. أما ذنب أنا سبب فيه. والسائر على الطريق المستقيم لم يفعل شيئا يخاف انكشافه. وأما أمر لا دخل لي فيه. يجريه على خالقي. وهذا لابد أن يكون لحكمة. قد أدركها. وقد لا أدركها ولكني أتقبلها. فالذي يتبع هدى الله. لا يخاف ولا يحزن. لأنه لم يذنب. ولم يخرق قانونا. ولم يغش بشرا. أو يخفي جريمة. فلا يخاف شيئا، ولو قابله حدث مفاجئ، فقلبه مطمئن. والذين يتبعون الله. لا يخافون. ولا يخاف عليهم .. وقوله تعالى: "ولا هم يحزنون" لأن الذي يعيش طائعا لمنهج الله .. ليس هناك شيء يجعله يحزن. ذلك أن إرادته في هذه الحالة تخضع لإرادة خالقه. فكل ما يحدث له من الله هو خير. حتى ولو كان يبدو على السطح غير ذلك. ملكاته منسجمة وهو في سلام مع الكون ومع نفسه. والكون لا يسمع منه إلا التسبيح والطاعة الصلاة وكلها رحمة. فهو في سلام مع نفسه. وفي سلام مع ربه. وفي سلام مع المجتمع.
8
(ذلك الكتاب لا ريب.. هدى للمتقين)... الهدى حقيقته، و الهدى طبيعته، و الهدى كيانه، و الهدى ماهيته.. و لكن لمن؟ لمن يكون ذلك الكتاب هدى و نوراً و دليلاً ناصحاً مبيناً؟ .. للمتقين.. فالتقوى في القلب هي التي تؤهله للانتفاع بهذا الكتاب. هي التي تفتح مغاليق القلب له فيدخل و يؤدي دوره هناك. هي التي تهيئ لهذا القلب أن يلتقط و أن يتلقى و أن يستجيب. لا بد لمن يريد أن يجد الهدى في القرآن أن يجيء إليه بقلب سليم. بقلب خالص. ثم أن يجيء إليه بقلب يخشى و يتوقى، و يحذر أن يكون على ضلالة، أو أن تستهويه ضلالة.. و عندئذ يتفتح القرآن عن أسراره و أنواره، و يسكبها في هذا القلب الذي جاء إليه متقياً، خائفاً، حساساً، مهيأً للتقي.. ورد أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل أبي بن كعب عن التقوى فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك؟ قال بلى! قال: فما عملت؟ قال: شمرت و اجتهدت. قال: فذلك التقوى.. فذلك التقوى.. حساسية في الضمير، و شفافية في الشعور، و خشية مستمرة، و حذر دائم، و توقٍ لأشواك الطريق.. طريق الحياة.. الذي تتجاذبه أشواك الرغائب و الشهوات، و أشواك المطامع و المطامح، و أشواك المخاوف و الهواجس، و أشواك الرجاء الكاذب فيمن لا يملك إجابة رجاء، و الخوف الكاذب ممن لا يملك نفعاً و لا ضراً. و عشرات غيرها ن الأشواك!
8
في البعيد هناك تكاثر أغوى الرّجال وأشعلهم بالنساء بجنّاتهم في فضيحة ذاك العراء تعدّد: سورا، ودغلا كثيفا، سريرا، وسترا، وغابة وحين اطمأنوا قليلا ولم يعد الخوف مثل الوحوش عدوّا لهم أشرعوا فيه أفقا دعوا قمرا ورياحا وشمسا ورائحة الحقل كان الزّمان بسيطا كقلب سحابة فلم يعبسوا حين مرّ بهم جارح تائه وعلى صيدهم أقبلت ذئبة بصغار وحطت ذبابة! كان في البرّ وفر: لكلّ حصان نهير وحقل وللحقل طير وغيم وللضّبع خمسون شاة وللشّاة عشب كثير وتلّ وللفهد نصف قطيع من الأيل للأيل بريّة مذهلة وأما الطيور فكان لها سرّها: الفاكهة! وللرّجل الكلّ، بالطّبع! أعني: له الضّبع، والفهد، والطير، والنّسوة، الأيل، والحقل، ثم الحصان! كان لا بدّ من أن تقام القلاع ويغدو لهذي الحجارة معنى جديدا ليمسك ذاك المحارب بالوقت من عنقه ويقود الخلود إلى عرشه طيّعا ويروّض خيل الزّمان.
8
المسألة العاشرة: ما هي الأسباب المنجية من عذاب القبر؟ وقد جاء فيما ينجى من عذاب القبر حديث فيه الشفاء رواه أبو موسى المدينى وبين علته في كتابه في الترغيب والترهيب وجعله شرحا له رواه من حديث الفرج بن فضالة حدثنا هلال أبو جبلة عن سعيد بن المسيب عن عبد الرحمن بن سمرة قال خرج علينا رسول الله ونحن في صفة بالمدينة فقام علينا فقال إنى رأيت البارحة عجبا رأيت رجلا من أمتى أتاه ملك الموت ليقبض روحه فجاءه بره بوالديه فرد ملك الموت عنه ورأيت رجلا من أمتى قد احتوشته الشياطين فجاء ذكر الله فطير الشياطين عنه ورأيت رجلا من أمتى قد احتوشته ملائكة العذاب فجاءته صلاته فاستنقذته من أيديهم ورأيت رجلا من أمتى يلهث عطشا كلما دنا من حوض منع وطرد فجاءه صيام شهر رمضان فاسقاه وأرواه ورأيت رجلا من أمتى ورأيت النبيين جلوسا حلقا حلقا كلما دنا إلى حلقة طرد ومنع فجاءه غسله من الجنابة فأخذ بيده فأقعده إلى جنبي ورأيت رجلا من أمتى من بين يديه ظلمة ومن خلفه وعن يمينه ظلمة وعن يساره ظلمة ومن فوقه ظلمة وهو متحير فيه فجاءه حجه وعمرته فاستخرجاه من الظلمة وأدخلاه في النور ورأيت رجلا من أمتى يتقى وهج النار وشررها فجاءته صدقته فصارت سترا بينه وبين النار وظلا على رأسه ورأيت رجلا من أمتى يكلم المؤمنين ولا يكلمونه فجاءته صلته لرحمه فقالت يا معشر المؤمنين انه كان وصولا لرحمه فكلموه المؤمنون وصافحوه وصافحهم ورأيت رجلا من أمتى قد احتوشته الزبانية فجاءه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر فاستنقذه من أيديهم وأدخله في ملائكة الرحمة ورأيت رجلا من أمتى جاثيا على ركبتيه وبينه وبين الله حجاب فجاءه حسن خلقه فأخذ بيده فأدخله على الله عز و جل ورأيت رجلا من أمتى قد ذهبت صحيفته من قبل شماله فجاءه خوفه من الله عز و جل فأخذ صحيفته فوضعها في يمينه فوضعها في يمينه ورايت رجلا من أمتى خف ميزانه فجاءه أفراطه فثقلوا ميزانه ورأيت رجلا من أمتى قائما على شفير جهنم فجاءه رجاؤه من الله عز و جل فاستنقذه من ذلك ومضى ورأيت رجلا من أمتى قد هوى في النار فجاءته دمعته التي قد بكى من خشية الله عز و جل فاستنقذته من ذلك ورأيت رجلا من أمتى قائما على الصراط يرعد كما ترعد السعفة في ريح عاصف فجاءه حسن ظنه بالله عز و جل فسكن روعه ومضى ورأيت رجلا من أمتى يزحف على الصراط يحبو أحيانا ويتعلق أحيانا فجاءته صلاته فأقامته على قدميه وأنقذته ورأيت رجلا من أمتى انتهى إلى أبواب الجنة فغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله ففتحت له الأبواب وأدخلته الجنة قال الحافظ أبو موسى هذا حديث حسن جدا رواه عن سعيد بن المسيب وعمر بن ذر وعلى ابن زيد بن جدعان .
8
جزى الله الشدائد كل خير.......... و إن كانت تُغصصني بريقي و ما شكري لها حمدًا و لكنْ... عرفتُ بها عدوي من صديقي يقولون إن الحكمة تتولد من التجربة؛ هذا خطأ فادح. الحكمة تتولد من الألم أو ربما الندم. إنها حالة الإنهاك النفسي التي نمر بها، و نسبغ عليها رؤية فلسفية، حتى نتخلص من صدمة الإحباط و لوعة الفراق و لحظات الفشل. نقف عند حافة الخوف التي تغلف أوطاننا المطلية بالدم و المعمّدة بالآلام، و نخترع كلماتٍ نخرج بها من مأزق الحياة, الحياة؟ إنّها النقص الذي لا يكتمل إلا بالموت.
8
البداية: التوتر الذى يصاحب الانتظار عند باب أحدهم فى ليلة ممطرة، الخطوة الثانية: الفوضى التى نخلقها بعد أن نتخطى البوابة، الوقت: اللعبة التى تشغل فراغنا، الصوت: اليد التى تأخذنا من الوحدة، الكتابة: الرغبة فى الحياة مرتين، أنا: الدرجة الثالثة فى هرم ماسلو، قارورة الماء: اختناق غيمة، صرير الباب: حالة سخط على العابرين، الحب: حاجة الانسان إلى الجمال، الظلام غفوة الضياء، معطف الشتاء: الدفء الكاذب، صديقى: امنية تشغلنى حين تضيق السبل، الأنثى: جنة الله فى أرضه، حمامة السلام: سجينة البيت الابيض، الحزن: ابن الفرح العاق، اللوحة: علامة لم يقدر الرسام على اختصارها، الجريدة: مساحة خلقت من أجل الكتاب الضائعين و حققت أهداف السياسة الخائبة، الدموع: ثورة العين على صمت المشاعر، الثرثرة: لحظة صفاء، قصة الحب الأولى: لذة الدهشة، التمرد: تعمد تجاوز الخط الأحمر الداكن، الحمق: تجاوز الخط الأحمر الفاتح، العتب: الرغبة فى تجريد أحدهم من محاسنه، السكون: خوف اللحظة من صفعة المستقبل، الحلم : العالم الذى لا نعرفه، الرواية: قصيدة خرجت عن خط سير القافية، الفقر: وسيلة الأغنياء للتعبير عن مدى وقاحتهم، الرقيب: جاهل بكيفية القص و اللزق، الحدود: أسطورة العجوز الفاشلة، الفقد أن تنظر إلى اعماقك و تشعر بالوحشة، الوجع: أن تعجز فى تحديد مصدر الألم، التيه: أن تقف فجأة على نقطة البداية، الخوف: أن تستعد لمواجهة المجهول، الحزن: قوت الفقراء و المنهكين، الغضب: ردة فعل عاجزة حين يكون الفعل تافه، التعريف: فلسفة الأمور بطريقة ساذجة!
8
ثم ما موقع الخوف من وقفة الانتظار ؟ الخوف المضمر كمياه جوفية مقيمة في الصحو والمنام , والخوف الصريح لحظة ترتج المدينة فجأة . دقائق ثم تنتبه أن البناية التي تحوّلت إلى ركام يتصاعد منه اللهب والدخان , بصدفة غير مفهومة , هي بناية الجيران لا البناية التي تسكن أنت فيها . حكاية غير قابلة للتلخيص.
8
خطر له أن الجبناء الذين يعلنون أنهم جبناء شجعان جدا .. البطل هو الذي يرفض الانضمام لأصحابه الثوار الذين لا يؤمن بقضيتهم .. أحيانا يحتاج الخوف إلى شجاعة هائلة كي تعترف به. يخيل له أن معظم بطولات التاريخ قام بها أشخاص خشوا اتهامهم بالتخاذل والضعف.
8
لا عصمة على المحبّ إلا إذا وُجِد بين إيمانين ، أقواهما الإيمان بالحلالِ و الحرام؛ و بين خوفين ، أشدّهما الخوف من الله؛ و بين رغبتين ، أعظمهما الرّغبة في السّمو. فإن لم يكن العاشق ذا دين و فضيلة فلا عصمة علي الحب إلا أن يكون أقوي الإيمانين الحرص علي مكانة المحبوب في الناس ، و أشد الخوفين الخوف من القانون...و أعظم الرغبتين في نتيجة مشروعة كالزواج. فإن لم يكن شئ من هذا أو ذاك فقلّما تجد الحب إلا و هو في جراءة كفرين ، و حماقة جنونين ، و انحطاط سفالتين؛ و بهذا لا يكون في الإنسان إلا دون ما هو في بهيمتين. مصطفي صادق الرافعي
8
فلينظر الفقير الجائع وقد أخذه كلب الجوع وسطعَ في عينه وهجُه ودارت به معدته ذات اليين وذات الشمال، إلى رجلٍ غنيٍّ ممعود، في كفه معنى الحياة وفي جوفه معنى الموت، وقد ابتاع مما تشتهيه معدة خياله التي لا تشبع لأنها لا تنال شيئاً.... سلُوا صاحبنا الفقير يقلْ لكم أيُّ لذةٍ يا قومُ تكون في غير هذا الطعام يُقتل به داء البن وتنفتق عليه الخواصر شبعاً وسمنة. وهل هذه إلا روح مائدةٍ من موائد الجنة، فيها ما تشتهي الأنفس وتقرُّ الأعين، ثم سلُوا الممعود المسكين يقل لكم وهو صادق صدقاً يتمنى بما ملكت يداه من الدنيا لو أنه كذب، يقل لكم: تاللهِما أجدُ في هذا كله ولا في بعضه من لذةٍ ولا سعادة، ولو أبحته جوفي لكان الموت عينه!. إذن فلا بدَّ في كلِّ شيءٍ إنساني من حقيقةٍ باطنةٍ في نفس الإنسان تعطيه بصحتها أو مرضها قوّة اللذة أو الألم، وبهذا يقضي العدل الإلهيُّ كل ذي حق بالنَّصفة والتسوية، لا فرق بين الغني في غناه وبين الفقير في فقره، فلكل منهما لذة وألم، ولعلنا لو سألنا أغنى الناس عما هي لذة الغني لرأيناه في حقيقة التعاسة النفسية كأفقر الناس إذا أجابنا عما هو ألم الفقر. وقد فُطر أكثر الخلق- لطبيعة الخوف المتمكنة منهم على أن يتسعوا في فهم الآفات وحدها، حتى صار الوهم الخيالي أكبر الآفات الحقيقية، فالفقير الذي لا يفهم حقيقة الفقر يتألم بإدراكٍ ووهمٍ وفلسفةٍ، إذ يقيس حاضره على ماضيه وعلى ماضي غيره من الفقراء، ويقيس مستقبله على حاضر الأغنياء ومن في حكمهم فقط، وبهذا يكون ألمه عملاً عقلياً في شيءٍ موهوم، فما دام يتمنّى أكثر مما يستحق فهو يتألم بأكثر مما يستحق، ولو تأمل الناس لرأوا أنَّ نصف الفقر كاذب، فآهِ لو كان مع ضعف الفقر قوة الإرادة! إذن لوجد الحكماء في الأرض شيئاً حقيقياً يسمونه الغنى. أيها الناس، إن الفصل بين الغنى والفقر من الأمور التي تتعلق بالضمير وحده، ورُبَّ غنيٍّ يزيد أهله بالحرص والدَّناءة فقراً، فانظروا فيها، فأفكارٌ إلهية لا تطلب إلا الفضيلة التي يمكن أن تكون بلا ثمن، ولا يمكن أن يكون شيء ثمناً لها. انظروا إلى بعض الأغنياء الذين تموت في قلوبهم كلُّ موعظةٍ إنسانيةٍ أو غلهيةٍ فلا تُثمر شيئاً حتى إذا ماتوا نبتت كلها في قبورهم فأثمرت لنفوس المساكين والفقراء عزاءً وسلوةً وموعظةً من زوال الدنيا، انظروا بعين الحقيقة التي تعطي هذه الطبيعة النظر فتعطيها محاسنُ الطبيعة الفكر.مصطفي صادق الرافعي
8
استعذ بالله من خذلانه، فإنه ما خذلك إلا وضعك نفسك بإزاء الله تعارضه أو تجاريه في قدرته، فيكلك إلى هذه النفس، فتنتهي بك إلى العجز، وينتهي العجز بك إلى السخط، ومتى كنت عاجزا ساخطًا، محصورا في نفسك موكولا إلى قدرتك، كنت كالأسد الجائع في الفقر، إذا ظن أن قوته تتناول خلق الفريسة؛ فيدعو ذلك إلى نفسك اليأس والانزعاج والكآبة؛ وأمثالها من هذه المهلكات تقدح في قلبك الشك في الله، وتثبت في روعك شر الحياة، وتهدي إلى خاطرك حماقات العقل، وتقرر عندك عجز الإرادة؛ فتنتهي من كل ذلك ميتا قد أزهقتك نفسك قبل أن تزهقها! ولو كنت بدل إيمانك بنفسك قد آمنت بالله حق الإيمان، لسلطك الله على نفسك ولم يسلطها عليك؛ فإذا رمتك المطامع بالحاجة التي لا تقدر عليها، رميتها من نفسك بالاستغناء الذي تقدر عليه؛ وإذا جاءتك الشهوات من ناحية الرغبة المقبلة، جئتها من ناحية الزهد المنصرف، وإذا ساورتك كبرياء الدنيا أذللتها بكبرياء الآخرة. وبهذا تنقلب الأحزان والآلام ضروبا من فرح الفوز والانتصار على النفس وشهواتها، وكانت فنونا من الخذلان والهم، وتعود موضع فخر ومباهاة، وكانت أسباب خزي وانكسار، "وعزيمة الإيمان إذا هي قويت حصرت البلاء في مقداره، فإذا حصرته لم تزل تنقص من معانيه شيئا شيئا، فإذا ضعفت هذه العزيمة جاء البلاء غامرًا متفشيا يجاوز مقداره بما يصحبه من الخوف والروع، فلا تزال معانيه تزيد شيئا فشيئا بما فيه وبما ليس فيه.مصطفي صادق الرافعي
8
إنما الناس صور الفكر أو صور القلب، فدنيا كل إنسان في شيئين: ما ينزع إليه بفكره، وما يميل إليه بقلبه، والإنسان من كل إنسان أحد اثنين: من تَرجى به المنفعة، ومن تكون فيه المحبة، والإنسانية من كل إنسان في منزلتين: أدنى الحب، وتلك هي منزلة الصداقة، وأعلى الصداقة، وهي منزلة الحب، فأما ما وراء ذلك فصحراء الإنسانية الكبرى المقفرة من قلب الشخص وفكره. ولولا الأديان لخربت الدنيا، فإن هذه الأديان قد عمرت هذه الصحراء بعنصرين جليلين أنبتا فيها القلب والفكر، وهما: خوف الله في خلقه، ومحبة الله فيهم، فحيث وُجد هذا الخوف وهذه المحبة، وُجدت الإنسانية، وعلى ذلك فالإنسانية العامة الحقيقية هي الإيمان، والإيمان العامُّ الصحيح هو المؤمن، والسلام العامُّ الكامل هو الله جل جلاله.مصطفي صادق الرافعي
8
يقال بأن عمر العلاقات المفتوحة أطول بكثير من الزواج . . لأن حالة التوجس من الخسارة تبقي العلاقة في أوج حالالتها . . لكن حالة التوجس هذه تفقدنا القدرة على النوم على التنفس . . . حالة الخوف من الفقد تدخلنا في دوامة اللااستقرار ، فنمشي حفاة فوق سعير الشوق ، ونتلظى بناره حتى نحترق تمام ونفقد الاحساس بكل شيء.
8
إن الاختلاف بيقي بين الفقهاء بخصوص الإختلاط. وهو اليوم ممنوع في العراق للمساجد والحسينيات (مساجد الشيعة) ومسموح به في سوريا مع تخصيص أماكن لهن. لكن الشيعة يسمحون به في مزاراتهم قياساً على الطواف في الكعبة. ويختلط الزوار الشيعة ببعضهم داخل المزار مع وجود أماكن مخصصة لهن إذا أردن الصلاة إذ ليس من المألوف ان تصلي المرأة والرجال يروحون ويجيئون من حولها. وكان النساء يحضرن المساجد في العصر العباسي انما بنسبة اقل من الأموي والاسلامي؛ هي التي أراد الغزالي كما يبدو منعها نهائيا. وساهم بعضهن في التعليم في المسجد وغيره. وقد وصلتنا لوحه للرسام يحيى الواسطي من القرن السابع تصور امرأة تلقي دروس على الرجال، وهي مكشوفة الوجه محجبة الشعر.لكن رجال الدين تشددوا في المنع ووضعوا أحاديث على لسان محمد والصحابة وأئمة أهل البيت بإلزام المرأة بيتها. وهو حكم مخصوص بنساء النبي فقط ولا يعم غيرهن، ويتصل هذا الاتجاه بتعقد المجتمع الاسلامي مع العصر العباسي واتساع الجنسوية الذكورية لدى عموم الرجال. وقد تحكمت فيه عقدة الخوف من العلاقة المحرمة وأظهر مسلموا العصر العباسي تحسس شديد ضد الاختلاط مفترضين حضور العلاقة الجنسية في أي اتصال بين الجنسين، وبالغو في تقديرهم لعنف الغريزة الجنسية وامكان إنفلاتها إذا اسلس العنان للعلاقة بين الرجال والنساء، ولم يعولوا كثيرا على الإنضباط الذاتي إذ افترضوا اولوية الغريزة على العقل. وكان المجتمع الاسلامي قد شهد مظاهر فساد واسعة لم يعرفها المجتمع الجاهلي بعلاقاته المفتوحة واتسخت فئات واسعة بالغلمنة التي حولها أبو نواس وتلامذته الى لون من الأدب الفاقع تتغنى به ألوان شتى. وترافق ذلك مع كثرة الجواري اللواتي مارسن شكلا من الإباحية يقترب من البغاء الرسمي من غير أن يكون مقنن أو محدد بأماكن مخصوصة. وقد دفع هذا الوضع الى التشدد في حجب الحرائر ومنعهن من مقابلة الرجال حتى في المنزل وبحضور افراد العائلة. وكان شعارهم في ذلك: "المرأة ريحانة لا قهرمانة" ونسبوا وصايا الى علي ابن ابي طالب تقول: "اذا استطعت الا يرين غيرك فإفعل" وعلي هو الذي استخدم المحرضات في صفين لتأجيج حميّة مقاتليه، وكان فيهن من ينفوق على رجاله في شدة الصوت وبلاغة الخطاب. ولم يعد ممكن للمرأة استقبال ضيف في غياب زوجها كما كانت الجاهلية تفعل، وانما يسمح لها بالتطلع من شقوق الباب فإذا كان رجل كلمته من وراء الباب لتبلغه أن رب البيت غائب. وكان النبي محمد يسلم على المرأة اذا صادفها في الطريق ثم صار السلام عليها من المحضورات. وكان الخاطب يرى مخطوبته وتراه قبل اجراء الخطوبة ثم صارت تزف اليه مقنّعَة ولا يراها إلا في غرفة النوم ليلة الدخلة.
هادي العلوي
8
أنا رجل من غمار الموالي، فقير الأرومة و المنبت فلا حسبي ينتمي للسماء، و لا رفعتني لها ثروتي ولدت كآلاف من يولدون، بآلاف أيام هذا الوجود لأن فقيراً ـ بذات مساء ـ سعي نحو حضن فقيرة و أطفأ فيه مرارة أيامه القاسية نموت كآلاف من يكبرون، حين يقاتون خبز الشموس و يسقون ماء المطر و تلقاهم صبية يافعين حزاني علي الطرقات الحزينة فتعجب كيف نموا و استطالوا، و شبت خطاهم و هذي الحياة ضنينة تسكعت في طرقات الحياة، دخلت سراديبها الموحشات حجبت بكفي لهيب الظهيرة في الفلوات و أشعلت عيني ، دليلي ، أنيسي في الظلمات و ذوبت عقلي، و زيت المصابيح، شمس النهار علي صفحات الكتب لهثت وراء العلوم سنين، ككلب يشم روائح صيد فيتبعها، ثم يحتال حتي ينال سبيلاً إليها، فيركض ينقض فلم يسعد العلم قلبي، بل زادني حيرة راجفة بكيت لها و ارتجفت و أحسست أني ضئيل كقطرة طل كحبة رمل و منكسر تعس، خائف مرتعد فعلمي ما قادني للمعرفة و هبني عرفت تضاريس هذا الوجود مدائنه و قراه ووديانه و ذراه و تاريخ أملاكه الأقدمين و آثار أملاكه المحدثين فكيف بعرفان سر الوجود، و مقصدي مبتدأ أمره، منتهاه لكي يرفع الخوف عني، خوف المنون، و خوف الحياة، و خوف القدر لكي أطمئن سألت الشيوخ، فقيل تقرب إلي الله، صل ليرفع عنك الضلال.. صل لتسعد و كنت نسيت الصلاة، فصليت لله رب المنون و رب الحياة و القدر و كان هواء المخافة يصفر في أعظمي و يئز كريح الفلا ... و أنا ساجد راكع أتعبد فأدركت أني أعبد خوفي، لا الله ... كنت به مشركاً لا موحداً و كان إلهي خوفي و صليت أطمع في جنته ليختال في مقلتي خيال القصور ذوات القباب و أسمع وسوسة الحلي ، همس حرير الثياب أني أبيع صلاتي إلي الله فلو أتقنت صنعة الصلوات لزاد الثمن و كنت به مشركاً، لا موحداً و كان إلهي الطمع و حير قلبي سؤال تري قدر الشرك للكائنات و إلا، فكيف اصلي له وحده و أخلي فؤادي مما عداه لكي أنزع الخوف عن خاطري لكي أطمئن .
8
الحكم والمقولات التي تم نشرها مؤخراً
حكم ومقولات عن المزح والنكد
حكم ومقولات عن عن الصداقه
حكم ومقولات عن الله
حكم ومقولات عن حب الله
حكم ومقولات عن عبارات دينيه
حكم ومقولات عن التوبة
حكم ومقولات عن الورد
المقولات والحِكم بالأعلى جُمعت من الشبكة العنكبوتية ومن مصادر متنوعة غير رسمية ولاتعبر عن رأينا بأي شكل من الأشكال
2025-08-08 17:10:44