عروس و عروسة أنا لا استطيع أبداً مقاومة عرض زوجتي عندما تقت

عروس و عروسة

أنا لا استطيع أبداً مقاومة عرض زوجتي عندما تقترح عليّ ” عروسة” الجبن مع الخيار .
عندما أذهب إلى محلات الأطعمة السريعة أختار الوجبة التي تحتوي على ” عروسة”،
و اذا احببت يوماً الأكل المكسيكي فلأجل أكلة ” الفاريتاس” التي نلفّ فيها اللحم و الخضار بالخبز على هيئة ” عروسة”.

شيء ما عميق يربطني بهذه “العروسة ” ، لا يقتصر على شهوة الطعام و لذّته ، بل أظنه أبعدُ بكثيرٍ من مجردِ خبزٍ ملفوفٍ حول ذاته .

شيء ما لا يتوقف على ذكريات الجوع و أنا أرى أمي وعند بداية المساء تلفّ بخبز ” الشراك” ( المشروح المصنوع منزلياً ) عرائس السمن و السكر .

شيءٌ ما أكثر حناناً من الخبز الطري الأنثوي الشكل و الملمَس .

صديق قديم لي ، كان يتباهى بغرامه اللامتناهي لهذه ” العروسة” و يقول لي :” حتى الخبز .. ألفّهُ برغيف خبز آخر .. فطعمه يتغير إذا صار في ” عروسة” .

ترتبط “العروسة” أيضاً بالأكل السريع المريح الممكن في كل مكان ، في المشي أو في الجلوس ، إنها نموذجُ “الحب اللامشروط” بأبسط أشكاله .

أيضاً و أيضاً ، إنها ” العروسة” التي يمكن تقاسمها مع الآخرين ، إنها فرصة للعطاء و فرحةٌ للأخذ ، مكانٌ حميميٌ للتنافس بين ” عرائس أمي ” و ” عرائس أمك”.

هي ” العروسة” و ” العروس” لا جنس لها و لا هوية ، تضع الجميع تحت جناحيها بلا أي اغتراب ، ولا غربة .

هناك طعام يغذي الروح قبل الجسد ، يقلّب مواجع الذكريات و يسارع إلى تهدئتها قبل أن تشعل النار في الجسد .

هناك طعام يحرك عقارب الساعة بعكس حركتها ، و يضبط الوقت على مقاييسٍ مجهولةِ الأسرار و الأعماق …

إن ” العروسة” في الغربة.. وطن.

د. رفيف المهنا
يسعد صباحكن ♥️
شو كانت سندويشات الحلوين اليوم 😁

(سماعة حكيم)