إننا جميعاً في حاجة إلى إعادة توزيع الأدوار من جديد .. ليتكلم رجال الدين في الدين، وليتكلم رجال السياسة في السياسة، أما أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة إرهاباً، ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطاباً، فهذا هو الخطر الذي يجب أن ننتبه له
5
حين تضيع معاني الدين وتبقى مظاهره ، تصبح العبادة عادة ، والصلاة حركات ، والصوم جوعاً ، والذكر تمايلاً ، والزهد تحايلاً ، والخشوع تماوتاً ، والعلم تجملاً ، والجهاد تفاخراً ، والورع سخفاً ، والوقار بلادة ، والفرائض مهملة ، والسنن مشغلة .. وحينئذ يرى أدعياء الدين ، عسف الظالمين عدلاً ، وباطلهم حقًّا ، وصراخ المستضعفين تمرداً ، ومطالبتهم بحقهم ظلماً ، ودعوة الإصلاح فتنة ، والوقوف في وجه الظالمين شرّاً .. وحينئذ تصبح حقوق الناس مهدرة ، وأباطيل الظالمين مقدسة ، وتختل الموازين ، فالمعروف منكر ، والمنكر معروف .. وحينئذ يكثر اللصوص باسم حماية الضعفاء ، وقطاع الطرق باسم مقاومة الظالمين ، والطغاة باسم تحرير الشعب ، والدجالون باسم الهداية والإصلاح ، والملحدون بحجة أن الدين أفيون الشعوب
5
إن طريق الحياة وعرٌ وشاق بدون مساعدة الدين والفن والحب
5
من الذكاء أن تكون غبياً في بعض المواقف
يحكى أنّ ثلاثة أشخاص حكم عليهم بالإعدام بالمقصلة وهم
عالم دين محامي فيزيائي
وعند لحظة الإعدام
تقدّم ( عالم الدين ) ووضعوا رأسه تحت المقصلة ،
وسألوه : هل هناك كلمة أخيرة توّد قولها؟
فقال ( عالم الدين ) : الله ...الله.. الله... هو من سينقذني
وعند ذلك أنزلوا المقصلة ، فنزلت المقصلة وعندما وصلت لرأس عالم الدين توقفت .
فتعجّب النّاس ،
وقالوا : أطلقوا سراح عالم الدين فقد قال الله كلمته .
ونجا عالم الدين .
وجاء دور المحامي إلى المقصلة ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف كعالم الدين ، ولكن أعرف أكثر عن العدالة ،
العدالة .. العدالة .. العدالة هي من سينقذني .
ونزلت المقصلة على رأس المحامي ، وعندما وصلت لرأسه توقفت
فتعجّب النّاس ،
وقالوا : أطلقوا سراح المحامي ، فقد قالت العدالة كلمتها ،
ونجا المحامي
وأخيرا جاء دور الفيزيائي ..
فسألوه : هل هناك كلمة أخيرة تودّ قولها ؟
فقال : أنا لا أعرف كعالم الدين ،
ولا أعرف العدالة كالمحامي ،
ولكنّي أعرف أنّ هناك عقدة في حبل المقصلة تمنع المقصلة من النزول ...
فنظروا للمقصلة ووجدوا فعلا عقدة تمنع المقصلة من النزول ، فأصلحوا العقدة وانزلوا المقصلة على رأس الفيزيائي وقطع رأسه .
وهكذا من الأفضل أن تبقي فمك مقفلا أحيانا ، حتى وإن كنت تعرف الحقيقة .
من الذكاء أن تكون غبياً في بعض المواقف.
5
عون بن بن عبدالمطلب، والده الشهيد الطيار ذو الجناحين، في الجنة وأمه وأسماء بنت عميس الخثعمية. فارسنا سليل بيت النبوة ومن الذين حملوا راية الجهاد في سبيل الله وكان في مقدم الصفوف في المعارك، وفي طليعة المقاتلين الشهداء الذين أسسوا لهذا الدين القيم بأجسادهم وأرواحهم وكيانهم جسرا تعبر عليه الأجيال الطالعة للحياة في كل مكان وزمان.
ولد عون وأخواه محمد وعبدالله في أرض الحبشة بعد أن هاجر إليها، وزوجته أسماء بنت عميس، وظل في الحبشة فترة طويلة ولم يرجع إلى المدينة إلا بعد أن فتح الله على المسلمين خیبر فكان الرسول الأمين پی والمسلمون معه فرحين بعودة هذا المهاجر القديم وكان النصر نصرين حتى قال النبي الحبيب * اما أدري بأيهما أنا أشد فرحا بقدوم جعفر أم بفتح خیبر، وتربى اعون، في ظل الإسلام وتعاليمه السمحة فقد تولى أبوه وأمه رعايته وتوجيهه فنشأ هذا الصغير وقد تشبع قلبه حبا لله ولرسوله وللكفاح في سبيل الله وفي غزوة مؤتة نال والده جعفر الشهادة في سبيل الله وترك أولاده الصغار وهم كالأفراخ يخشى عليهم من الضياع وقد فقدوا العائل، ولكن الرسول تعهدهم بالرعاية والعناية وقال دعاءه اللهم اخلف جعفرا في أهله،
وكفل الرسول صلي الله عليه وسلم عونا، وغذاه بلبن التضحية والفداء وتضخ فيه روح البطولة وصدق عون، الوعد حيث كان الجهاد بغيته والشهادة أمل حياته وبعد رحيل الرسول وفي عهد عمر ومن قبله أبو بكر الصديق، لم يتخلف عون بن جعفر، عن أداء واجبه حتى كانت موقعة (تستر) وهي مدينة كبيرة في (خوزستان) ببلاد فارس وقد أبلى عون، في هذه الموقعة بلاء حسنا وكان إلى جواره أخوه محمد بن جفعر وقد بذل جهدا يفوق الوصف حتى انتصر المسلمون واستشهد عون، وشقيقة محمد ليلحقا بأبيهما و، في الجنة .. رضي الله عن عون بن الشهيد بن الشهيد سليل الشهداء رضوان الله عليهم جميعا.
5
العادة شيء يمكنك فعله دون تفكير، وهذا هو السبب في أن معظمنا عنده الكثير من العادات
4
قلة الدين وقلة الأدب وقلة الندم عند الخطأ وقلة قبول العتاب أمراض لا دواء لها
4
يكفي أحيانا أن ننظر إلى مَن هم «تحتنا» لنسعد. الدليل هذه الإحصائية التي قمت بترجمتها لكم، كما وردت بالفرنسيّة في صيغتها الطريفة. ٭ إن استيقظتَ هذا الصباح وأنت مُعافَى، إذن أنت أسعد من مليون شخص سيموتون في الأيام المقبلة. ٭ إن لم تُعانِ أبداً من الحرب والجوع والعزلة، إذن أنت أسعد بكثير من 500 مليون شخص في العالم. ٭ إن كان في استطاعتك ممارسة شعائرك الدينية في معبدك، من دون أن تكون مُرغَمَاً على ذلك. ومن دون أن يتمّ إيقافك، أو قتلك، فأنت أسعد بكثير من ثلاثة مليارات شخص في العالم. ٭ إن كان في برّادك أكل، وعلى جسدك ثوب، وفوق رأسك سقف، فأنت إذن أغنى من %75 من سكان الأرض. ٭ إن كنت تملك حساباً في البنك، أو قليلاً من المال في البيت، إذن أنت واحد من الثمانية في المئة الميسورين في هذا العالم. ٭ أمّا وقد تمكّنت من قراءة هذه الإحصائية، فأنت محظوظ، لأنك لست في عِداد الملياري إنسان، الذين لا يُتقنون القراءة! اللّهم الحمد لك .
4
العلم دون دين أعرج، والدين دون علم أعمى
4
إن الإيمان بالله والأديان السماوية لاينبغي أن يكون مجرد قشرة خارجية أو مظهرية، لأن الدين فوق أنه عقيدة فهو سلوك فى الحياة ومبادئ للأخلاق والعلاقات مع الناس
4
السعادة ، ذلك العصفور المعلق دوما على شجرة الترقب ، أو على شجرة الذكرى. هاهو على وشك أن يفلت مني الآن أيضا . ولأنني أدركت ذلك بدأت أعيش ذلك الحب ، بشراسة الفقدان . كالذين يعيشون عمرًا مهددًا ، علمني الموت من حولي أن أعيش خوف اللحظة الهاربة ، أن أحبَّ هذا الرجل كل لحظة.. وكأنني سأفقده في أية لحظة ، أن أشتهيه ، وكأنّه سيكون لغيري ، أن أنتظره.. دون أن أصدق أنه سيأتي . ثم يأتي.. وكأنه لن يعود ، أبحث لنا عن فرحة أكثر شساعة من موعد ، عن فراق ، أجمل من أن يكون وداعًا
4
قال أحد الحكماء : ثلاثة تُذهب عن القلب العمى ، صحبة العالم وقضاء الدين ومشاهدة الحبيب
4
الرجل الذي يطمح إلى رؤية روح الحقيقة، لا يستطيع أن يعتزل الحياة، ولذلك قادني تعبّدي للحقيقة إلى حقل السياسة، وأستطيع القول دون تردد أن الذين يزعمون أن الدين لا علاقة له بالسياسة لا يعرفون معنى الدين
4
صار المسلمون لا يفهمون من الدين سوى القيام بالطقوس الشكلية ثم يرفعون أيديهم بالدعاء : اللهم انصر الدين والدولة .. إنهم يريدون أن يفتحوا العالم ولا يريدون أن يفتحوا بلادهم أو ينقذوها من براثن المرض والجهل والفاقة
4
لم يسجل التاريخ أن رجلا واحدا سوى محمد كان صاحب رسالة وباني أمة ومؤسس دولة .. هذه الثلاثة التي قام بها محمد كانت وحدة متلاحمة وكان الدين هو القوة التي توحدها على مدى التاريخ
4
إن أبشع استغلال للإنسان هو إستغلاله باسم الدين .. لذلك يجب محاربة المشعوذين والدجالين حتى يعلم الجميع أن كرامة الإنسان هي الخط الأحمر الذي دونه الموت
4
إن العلم والمجتمع لكي يتطوروا يجب أن يتخلصا من أربعة أصنام : الصنم الأول هو صنم القبيلة وهو مجمل المُعتقدات الزائفة المزروعة في الطبيعة الإنسانية، فالإنسان جبل في تفكيره على الاعتماد على الحدس والاماني والنزعة نحو التعميم في الاحكام والاسباب دون تمحيص منطقي او عملي ويؤمن ان معتقدات قبيلته او عرقه او جماعته هي الحقيقة .. الصنم الثاني هو صنم الكهف وهو العيوب الناتجة من الطبيعة الشخصية لكل فرد على حدة ومنها تتولد معتقداته الخاصة ( وهو متقوقع في كهف افكاره ) والتي غالباً ما تكون إعتباطية .. الصنم الثالث صنم السوق وهي المعتقدات الزائفة الناتجة عن تواصل البشر مع بعضهم وينتج عنه تبادل كلمات ومصطلحات عامة يتم تَبنيها رغم زيفها وعُموميتها .. الصنم الرابع صنم المسرح وفيه يتم تشبيه الناس بالمتفرجين في عرض مسرحي وهم يتلقون التعليم من خشبة المسرح. والمقصود هنا هو مجمل المنظومة الفكرية والدوجماتية التي تم تلقينها للمجتمع خالقة عالما مسرحيا زائفا ومنظومة من الأحكام المُسبقة التي تقف عقبة في وجه الحقيقة
4
كلّ الأمم عرضت تاريخها للنقد إلاّ بني يعرب .. كلّ الأمم نزعت القداسة عن تراثها إلاّ بني يعرب .. كلّ الأمم تتطلع إلى مستقبل يقطع مع مساوئ ماضيها إلاّ بني يعرب يرون مستقبلهم في عودة الماضي .. كلّ الأمم ترى أنّ الدين لله والوطن للجميع إلاّ بني يعرب .. كلّ الأمم تجاوزت الفصل بين السياسة و الدين إلاّ بني يعرب .. كلّ الأمم تعشق الفنون والثقافة وتحترم المرأة إلاّ بني يعرب يؤسّسون ثقافة القبور وغسل الموتى وتغليف المرأة
4
سيحل الناس القتل والإيذاء بدعوى الدفاع عن الدين وحماية العقيدة حيناً وبدعوى الدفاع عن الوطن والنفس حيناً آخر .. آلا فاحذروا الأمرين إن من حمل السلاح أو أذي الناس دفاعاً عن الدين فقد وضع الدين فوق الله الذي يأمر بالحب لا بالقتل والله كفيل بحفظ دينه وليس بحاجة إلي عبيد خاطئين ينقذونه وليس لأحد من العصمة ما يجعل رأيه في زيغ العقيدة صوابا لا يأتيه الباطل إلى حد يسوغ فيه القتل .. إن الذين يدافعون عن الدين بإيذاء الناس إنما يدافعون عن رأيهم وحدهم بل أكثرهم إنما يدافع عن حقوقه ومزاياه ويتخذ من الدفاع عن العقيدة عذرا يعتذر به
4
كان اليوم يوم جمعة لكنه لم يكن كغيره من الايام كان يوما ضل الناس فيه ضلالا بعيدا، وأوغلوا في الضلال حتى بلغوا غاية الإثم، وطغى عليهم الشر حتى عموا عن الحق، وهو أوضح من فلق الصبح .. وكانوا مع ذلك أهل دين وعلم وخلق ، كانوا أحرص الناس على اتباع الهدى ، وأحبهم للخير ، وأعمقهم تفكيرًا ، وأقدرهم على اتباع دقائق الامور ، وكانوا أكثر حبا لقومهم ، وحدبا على وطنهم ، وإخلاصا لدينهم ، وكانت بهم حمية وشجاعة وإخلاص ، فلم ينجهم تفقهم في الدين من الضلال ، ولم يعصهم عقلهم على الخطأ ، ولم يهدهم إخلاصهم إلى الخير .. وكانوا أهل شورى، فأضلتهم الشورى وكان حكامهم الرومان أهل نظام ، فخذلهم النظام ، وتألبت على أهل أورشليم فى ذلك اليوم كل عوامل الغي ، وهم عنها غافلون ، فتردوا فيه ، وغابت عنهم كل عوامل الرشاد ، فتخبطوا تخبطا شديدا، كأنهم لم يكن لهم دين ولا عقل
4
باختصار كانت كل توجهات انور السادات ، فيما عدا اتاحة المزيد من الحريات الشخصية ، ضد توجهاتي ومعتقداتي من اساسها ، فقد كنت ضد الانفتاح الاقتصادي ، او على الاقل ضد هذا النوع من الانفتاح الذي ادخله السادات وسماه احمد بهاء الدين (انفتاح سداح مداح ) ، وكنت ضد تصالحه مع اسرائيل دون اي تنازل من جانبها لصالح الفلسطينيين ، وكنت ضد تنكره للوحدة العرببة ، وضد خضوعه الذليل لامريكا والؤسسات المالية الغربية . وفي كل هذه الامور بدت مواقف عبد الناصر مشرفة للغاية .
7
رب أولئك الذين فوق, ورب أولئك الذين تحت .. ورب أولئك الذين بين بين, يرنون إلى فوق بأمل, وينظرون إلى "تحت" بجزع .. رب أولئك يولدون ويوضع لهم رصيد ووديعة في البنك, ورب أولئك الذين يستدين آباؤهم ليسدوا مصاريف الولادة .. رب الذين دراستهم في المرحلة الابتدائية,تكلف أكثر مما ستفعل في الجامعة, ورب أولئك الذين لا يملكون ثمن الزي المدرسي الموحد .. رب أولئك الذين ترمى فضلات طعامهم -بالأكوام- في القمامة, ورب أولئك الذين يبحثون عن الطعام في القمامة .. رب سيدات المجتمع الثريات وقلوبهن المتخمة بالخواء والتشاوف .. ورب النسوة اللواتي يفقن من الفجر, وقبل الفجر, ليبدأن رحلة الكدح اليومي بين سماسرة العمل والمساومة في بيع المحاصيل .. رب أولئك النسوة اللواتي يستخدمن مساحيق تجميل تكفي لإطعام عشرة عوائل .. ورب النسوة اللواتي ما عرفن غير القهر قناعاً لوجههن .. رب الأصحاء المعافين, ورب الأطفال المعوقين .. رب الجثث مجهولة الهوية تركت في العراء بلا مراسيم .. ورب الجثامين التي تنصب لها السرادقات وتقام لها الاحتفالات التأبينية .. رب أولئك الذين يبحرون في اليخوت المترفة .. ورب أولئك الذين يغرقون, بينما هم في مراكب صغيرة في عمق المحيط, بحثاً عن فرصة أفضل, يسمونها هجرة غير شرعية .. رب أولئك المتسولين عند تقاطعات المرور .. ورب أولئك الذين يمدون أيديهم ليمنحوا النقود من السيارات المترفة وكل همهم ألا تمس أيديهم أيدي المتسولين .. رب أولئك الذين يعيشون حياة "خمس نجوم" .. ورب أولئك الذين حتى لم يسمعوا بذلك .. رب الأغبياء الأغنياء الذين سيتكفل مالهم بشراء الشهادة واللقب والوجاهة الاجتماعية .. ورب الأذكياء الفقراء, الذين سيضيع ذكاءهم فرصة مهدرة في مطحنة البحث المبكر عن العمل .. رب أولئك الذين يحلقون في درجة رجال الأعمال, ولا يرضون بأدنى .. ورب أولئك الذين يتدبرون بصعوبة أجرة باص مهترئ تشك أنه سيكمل الرحلة .. ورب النسوة الفضليات, اللاتي لم يخطئن يوماً لأنهن لم يخرجن يوماً من لفافة الحماية حولهن .. ورب النسوة اللواتي بعن أجسادهن من أجل دواء وحليب ورغيف خبز .. رب أولئك الذين حميتهم مكلفة أكثر من الطعام العادي .. ورب أولئك الذين ينامون على عزف أنين الجوع في بطونهم .. رب أولئك الذين يعلمون .. وأولئك الذين لا يعلمون ولا يعلمون أنهم لا يعلمون .. رب المؤمنين المتقين - لا يعلنون عن إيمانهم بين كل جملة وأخرى .. ورب أولئك المدعين, الإيمان عندهم كلمة لا أسهل منها.. ولا أسهل من تجاوزها أيضاً .. رب السجانين والمسجونين .. ورب الضحايا والجلادين ورب الزبانية والمعذبين .. رب أولئك الذين قضوا زهرة شبابهم داخل حفرة في معتقل .. ورب أولئك الذين تسببوا بذلك وهم لا يكفون عن الحديث عن العدالة والحرية .. رب أصحاب المبادئ حتى لو كانوا ملحدين .. حتى لو كانوا بلا شعارات .. ورب الذين لا مبادئ عندهم حتى لو كان عندهم مظاهرها وشعاراتها .. رب المشردين المهجرين اللاجئين .. كان عندهم بيوت مثل الجميع, ربما أكبر وربما أصغر من بيوت الجميع .. لكن تجار الدين والحروب والسياسة, من ملأ كل زمان ومكان.. شاؤوا أن يتقاسموا مصالحهم - وكان أن هجر هؤلاء .. رب الناجحين والفاشلين .. الأولين والآخرين .. رب الثائرين والنائمين .. رب أولئك الذين تكلفهم نوبة زكام بسيطة في مستشفى فندقي بقدر ما يمكن أن يقيم أود عشرة مرضى بمرض عضال .. ورب أولئك الذين يموتون من أجل لقاح تافه لا يتعدى السنتات العشر.
7
إن الذين يدعون إلى فصل الدين عن السياسة فريقان: فريق يعترفون بأن للدين أحكامًا وأصولاً تتصل بالقضاء والسياسة، ولكنهم ينكرون أن تكون هذه الأحكام والأصول كافلة بالمصالح آخذة بالسياسة إلى أحسن العواقب، ولم يبال هؤلاء أن يجهروا بالطعن في أحكام الدين وأصوله، وقبلوا أن يسميهم المسلمون ملاحدة، لأنهم مقرون بأنهم لا يؤمنون بالقرآن ولا بمن نزل عليه القرآن. ورأى فريق أن الاعتراف بأن في الدين أصولاً قضائية وأخرى سياسيه، ثم الطعن في صلاحها إيذان بالانفصال عن الدين، وإذا دعا المنفصل عن الدين إلى فصل الدين عن السياسة كان قصده مفضوحًا وسعيه خائبًا، فاخترع هؤلاء طريقًا حسبوه أقرب إلى نجاحهم: وهو أن يدّعوا أن الإسلام توحيد وعبادات، ويجحدوا أن يكون في حقائقه ما له مدخل في القضاء والسياسة، وجمعوا على هذا ما استطاعوا من الشبه لعلهم يجدون في الناس جهالة أو غباوة، فيتم لهم ما بيتوا.
7
ان الإيمان بأى دين لا يجعلنا بالضرورة أكثر إنسانية. طريقة فهمنا للدين هى التى تحدد سلوكنا. قراءتنا للدين هى التى تعلمنا التسامح والعدل والرحمة، وهى أيضاً التى قد تدفعنا إلى التعصب والكراهية والعدوان. إذا اعتبرنا أن الأديان جميعاً مجرد طرق مختلفة للوصول إلى معرفة ربنا سبحانه وتعالى، إذا تذكرنا أنه الأفضل لنا فى أن نكون مسلمين أو مسيحيين أو يهوداً إذ إننا غالبا ما نورث أدياننا عن أهلنا، لو تذكرنا أن الله سيحاسب الناس على أفعالهم قبل أن يحاسبهم على معتقداتهم الدينية.. لو كان هذا مفهومنا للدين فإننا قطعاً سنتسامح مع أصحاب الأديان الأخرى وسندافع عن حقوق متساوية للبشر جميعاً بغض النظر عن أديانهم. أما إذا كنا مؤمنين بأن ديننا هو الحقيقة الوحيدة المطلقة التى تسمو على الأديان الأخرى، إذا اعتقدنا أننا الوحيدون المؤمنون الأطهار وأن أتباع الأديان الأخرى كفار أنجاس يعيشون فى الضلال. عندئذ، منطقياً، لا يمكن أن نعترف للمختلفين عنا بنفس حقوقنا، وسوف يدفعنا تعصبنا إلى الشعور بأننا مفوضون من الله لكى نعلى كلمته وننفذ إرادته. هذا التفويض الإلهى الكاذب سيدفعنا إلى التعالى على الآخرين والاعتداء على حقوقهم، وقد يدفعنا إلى ارتكاب أبشع الجرائم بغير أن نستشعر الذنب، لأننا نعتقد أننا ننفذ إرادة الله فى الناس.
7
إن هذا الدوخان فى دوامة الرسوم والمظاهر ٬ أو فى دائرة هيئات العبادة وأقدارها نشأ عنه أمران خطيران كلاهما يهوى بالأمم من حالق ٬ ويذهب بريحها: الأول: ضعف الخلق.. فقد ترى الرجل دقيقا فى التزام المندوبات الخفيفة فإذا كان تاجرا احتكر السلع دون مبالاة ٬ وإذا كان موظفا تبلدت مشاعره فى قضاء مصالح الجمهور ٬ وإذا كان رئيسا وجدته سيئ الملكة ٬ قاسى القلب ٬ مكشوف الهوى. وقد ترى العابد من هؤلاء يضع يديه على صد...ره وهو قائم للصلاة ثم يعيد وضعهما بعد الرفع من الركوع ٬ ويثير زوبعة على ضرورة ذلك.. فإذا كلفته بعمل ترقى به الأمة اختفى من الساحة! . وكم تفتقر أمتنا داخل البيوت ٬ وأوساط الشوارع ٬ وفى الدكاكين والدواوين ٬ وفى الأسواق والمعاهد ٬ وفى كل مكان ٬ إلى الأخلاق الضابطة الصارمة كى تؤدى رسالتها الجليلة على نحو جدير بالاحترام.. ولكن الاكتراث بالمراسم غض من هذه الأخلاق. أما الأمر الثانى: فهو العجز العجيب عن فقه الدنيا ٬ والاقتدار على تسخيرها لخدمة الدين.. إن الدين الحق تقوى تعمر القلوب ٬ من العبادات ٬ لا يستغرق تعلمها زمانا. ثم مهارة فى شئون الحياة تتحول مع صدق النية إلى وسائل لدعم الحق وسيادته. إن تعلم الصلاة وهى الركن الأول فى الإسلام لا يستغرق دقائق معدودات..ولكن التدريب على اقتياد دبابة أو طائرة أو غواصة يحتاج إلى زمان طويل.. فبأى فكر يطلع علينا القرن الخامس عشر وجمهورنا جاهل فى فنون الجهاد ٬ وبارع فى الحديث حول تحية المسجد ٬ ووضع اليدين فى الصلاة؟ مستغرق فى قضايا جزئية .
محمد الغزالي
7
وهنا أصيح بصوت عال: لا يجوز الخلط بين تعاليم الإسلام والتقاليد التى تسود بلدا ما، إن للناس تقاليد لبسوها الزى الإسلامى وهى من عند أنفسهم وليست من عند الله، والدعوة إلى هذه التقاليد على أنها المنهج الإسلامى جهل قبيح! فمصادر الإسلام معروفة، وميزانه فى الحلال والحرام حساس، والأمم التى دخلت فيه كثيرة، تقلب بين مد وجزر، وفقهاؤه المجتهدون تعرضوا للصواب والخطأ، وحكامه على اختلاف الأيام والدول فيهم من أحسن وفيهم من أساء، وقد بقى الكتاب الكريم معصوما لا ترقى إليه ريبة، ولم يلق تراث بشر من العناية ما لقيه تراث محمد عليه الصلاة والسلام. ويعنى ذلك أن نتحرى فى ميدان الدعوة، فلا نصد عن سبيل الله بأمر نحسبه من مسلمات الدين وليس كذلك، أو من فرائضه وهو إن عد من النوافل فعلى سبيل الإغماض والتجوز مزاج منحرف لبعض من يتصدى للدعوة في تطوافى بالعالم الإسلامى رأيت ناسا يتحدثون عن الإسلام حديثا تأباه الفطرة ويمجه العقل. إذا كان العقلاء يتعشقون الحرية، فهم يتعشقون القيود، وإذا كان العقلاء يؤثرون السهولة والمياسرة فهم يؤثرون التعقيد والمعاسرة، ومهمتهم بعد هذا الطبع المريض أن يتأولوا النصوص أو يصطادوا من الشواهد النادرة ما يؤيد نظرتهم ويرجح كفتهم.. قال أحدهم ـ وهو يشتغل بعلم الحديث ـ: إن إلغاء الرق ليس من الإسلام.. قلت له: آفتك أنك اشتغلت بالأحاديث قبل أن توثق صلتك بالقرآن الكريم، فلم تتكون لديك الحصيلة العلمية التى تعينك على ضبط الأحكام، واستتليت: إن تحرير العبيد لا تقوم به دولة واحدة ما دام القتال يسود الأرض وما دام الأسرى يسترقون فإذا اتفقت الدولة على ميثاق لتكريم الأسرى ومنع استرقاقهم، فهل نحن المسلمين نرفض ذلك؟ وليس فى كتابنا أمر باسترقاق، وإنما فيه أوامر بالإعتاق! هل إشاعة الاسترقاق هدف إسلامى؟ ما قال ذلك أحد .
محمد الغزالي
7
إن تعريف الإسلام بأنه مركب يؤلف بين الدين والمادة , وأنه يقف موقفاً وسطاً بين المسيحية_كمثال للدين الروحي فقط_ وبين الإشتراكية _كمثال للمادية البحتة_ هو تعريف تقريبي يمكن قبوله تحت شروط معينة, إنه تعريف صحيح بشكل ما, ولكن من بعض الوجوه وليس جميعها. فالإسلام ليس وسطاً حسابياً بسيطاً ولا قاسماً مشتركاً بين تعاليم هاتين العقيدتين . فالصلاة والزكاة والوضوء كينونات لا تقبل التجزئة لأنها تعبير عن شعور فطري بسيط, إنها يقينٌ معبَرٌ عنه بكلمة واحدة وبصورة واحدة فقط, ولكنها مع ذلك تظل منطقياً تمثل دلالة ازدواجية. والتماثل هنا مع الإنسان واضح , فالإنسان هو مقياسها ومفسرها.
6
إن الدين الذي يريد أن يستبدل التفكير الحر بأسرار صوفية ، وأن يستبدل الحقيقة العلمية بعقائد جامدة ، والفاعلية الإجتماعية بطقوس ، لابد أن يصطدم بالعلم. والدين الصحيح - على عكس هذا - فهو متسق مع العلم. وكثير من العلماء الكبار يسود عندهم الإعتراف بنوع من الوحدانية. وفوق هذا يستطيع العلم أن يساعدالدين في محاربة المعتقدات الخرافية ، فإذا إنفصلا يرتكس الدين في التخلف ويتجه العلم نخو الإلحاد.
6
إن الدين الذي يريد أن يستبدل التفكير الحر بأسرار صوفية، وأن يستبدل الحقيقة العلمية بعقائد جامدة، والفعالية الاجتماعية بطقوس، لا بد أن يصطدم بالعلم. والدين الصحيح ـ على عكس هذا ـ فهو متسق مع العلم. وكثير من العلماء الكبار يسود عندهم الاعتراف بنوع من الوحدانية. وفوق هذا يستطيع العلم أن يساعد الدين في محاربة المعتقدات الخرافية، فإذا انفصلا يرتكس الدين في التخلف ويتجه العلم نحو الإلحاد.
6
من كتاب قصص من التاريخ للشيخ الأديب رحمه الله ، وأصلها التاريخي في الصفحة 411 من فتوح البلدان للبلاذري ، طبعة مصر سنة 1932 م . في عهد الخليفة الصالح "عمر بن عبد العزيز" ، أرسل أهل سمرقند رسولهم إليه بعد دخول الجيش الإسلامي لأراضيهم دون إنذار أو دعوة ، فكتب مع رسولهم للقاضي أن احكم بينهم ، فكانت هذه القصة التي تعتبر من الأساطير. وعند حضور اطراف الدعوى لدى القاضى ، كانت هذه الصورة للمحكمة: صاح الغلام : يا قتيبة بلا لقب فجاء قتيبة ، وجلس هو وكبير الكهنة السمرقندي أمام القاضي جميعا ثم قال القاضي : ما دعواك يا سمرقندي ؟ قال السمرقندي: اجتاحنا قتيبة بجيشه ، ولم يدعُـنا إلى الإسلام ويمهلنا حتى ننظر في أمرنا .. التفت القاضي إلى قتيبة وقال : وما تقول في هذا يا قتيبة ؟ قال قتيبة : الحرب خدعة ، وهذا بلد عظيم ، وكل البلدان من حوله كانوا يقاومون ولم يدخلوا الإسلام ، ولم يقبلوا بالجزية .. قال القاضي : يا قتيبة ، هل دعوتهم للإسلام أو الجزية أو الحرب ؟ قال قتيبة : لا ، إنما باغتناهم لما ذكرت لك .. قال القاضي : أراك قد أقررت ، وإذا أقر المدعي عليه انتهت المحاكمة ؛ يا قتيبة ما نـَصَرَ الله هذه الأمة إلا بالدين واجتناب الغدر وإقامة العدل. ثم قال القاضي : قضينا بإخراج جميع المسلمين من أرض سمرقند من حكام وجيوش ورجال وأطفال ونساء ، وأن تترك الدكاكين والدور ، وأنْ لا يبقى في سمرقند أحد ، على أنْ ينذرهم المسلمون بعد ذلك لم يصدق الكهنة ما شاهدوه وسمعوه ، فلا شهود ولا أدلة ، ولم تدم المحاكمة إلا دقائقَ معدودة ، ولم يشعروا إلا والقاضي والغلام وقتيبة ينصرفون أمامهم. وبعد ساعات قليلة ، سمع أهل سمرقند بجلبة تعلو ، وأصوات ترتفع ، وغبار يعم الجنبات ، ورايات تلوح خلال الغبار ، فسألوا ، فقيل لهم : إنَّ الحكم قد نُفِذَ وأنَّ الجيش قد انسحب ، في مشهدٍ تقشعر منه جلود الذين شاهدوه أو سمعوا به. وما إنْ غرُبت شمس ذلك اليوم ، إلا والكلاب تتجول بطرق سمرقند الخالية ، وصوت بكاءٍ يُسمع في كل بيتٍ على خروج تلك الأمة العادلة الرحيمة من بلدهم ، ولم يتمالك الكهنة وأهل سمرقند أنفسهم لساعات أكثر ، حتى خرجوا أفواجاً وكبير الكهنة أمامهم باتجاه معسكر المسلمين وهم يرددون شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله. فيا الله ما أعظمها من قصة ، وما أنصعها من صفحة من صفحات تاريخنا المشرق ، أرأيتم جيشاً يفتح مدينة ، ثم يشتكي أهل المدينة للدولة المنتصرة ، فيحكم قضاؤها على الجيش الظافر بالخروج ؟ والله لا نعلم شبها لهذا الموقف لأمة من الأمم .
6
إن المبدأ الذي يدعو إليه رجال الدين دوما حيث يقولون للناس به: "تآخوا وإتحدوا وأتركو الخلاف والنزاع بينكم" هو مبدأ سلطاني جاؤا به لإرضاء أوليا نعمتهم من المترفين الذين تلذذو بنعم الله ويريدون منها مزيداً على حساب الكادحين المحرومين من رعاياهم. والغريب أن رجال الدين يغفرون للسلاطين حين يرونهم يتنافسون على الامارة ويتكالبون ويتنازعون، ويطلب كل منهم زيادة في نصيبة على حساب الآخرين. فهم يغفرون لهم ذلك ولكنهم لا يغفرون لعامة الناس أن يطالبوا وأن يحتجوا وأن يسعوا في سبيل المزيد من كل شيء .
6
إن من الظلم حقاً أن نعاقب الناس على عقائدهم التي لُقنّوا بها في نشأتهم الاجتماعية. والمنطق القديم مبني على أساس أن الإنسان يعتنق عقيدته بإرادته، وأنه يصل إليها عن طريق التفكير والرؤية، وهذا خطأ يؤدي إلى الظلم في كثير من الأحيان. الواقع أن الإنسان يؤمن بعقيدته التي ورثها عن آبائه أولاً ثم يبدأ التفكير فيها أخيراً، وتفكيره يدور غالباً حول تأييد تلك العقيدة، ومن النادر أن نجد شخصاً يدل على عقيدته من جراء تفكيره المجرد وحده، فلا بد أن تكون هناك عوامل أخرى، نفسية واجتماعية، تدفعه إلى ذلك من حيث يدري أو لا يدري. يصف القرآن عقول الناس بأنها مغلّفة وأنها عمياء ويؤكد على ذلك في كثير من آياته وهو يقول: ( إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور) ويقصد القرآن بالقلوب العقول كما يعرف ذلك كل متتبع لأساليب اللغة العربية. وكان القرآن يهيب بالناس ويهتف بهم المرة بعد المرة قائلاً لهم: ألا تفكرون.. ألا تعقلون.. ألا تبصرون، والناس يسمعون هذا ولا يفهمون. وهؤلاء الناس أنفسهم لم يكادوا يرون النبي منتصراً تحف به هالة المجد والقوة حتى انثالوا عليه من كل جانب يعلنون دخولهم في الدين الجديد ويهتفون بملء أفواههم: (لا إله إلا الله محمد رسول الله). وكلما ازداد الإسلام انتصاراً ازدادوا به إيماناً، حتى رأيناهم أخيراً يضطهدون من يخرج عنه بمثل ما كانوا يضطهدون من كان يدخل فيه أول الأمر. نرى المسلمين اليوم يذوبون حباً بالنبي ويتغنون في مديحه في كل حين، وهم إنما فعلوا ذلك لأنهم ولدوا في بيئة تقدس النبي محمداً وتبجله، ولو أنه ظهر بينهم اليوم بمبادئه التي قاومه عليها أسلافهم لما قصروا عن أسلافهم في ذلك فالناس كالناس والأيام واحدة كما قال الشاعر العربي .
6
بيان الكمال الحقيقي والكمال الوهمي الذي لا حقيقة له قد عرفت أنه لا كمال بعد فوات التفرد بالوجود إلا في العلم والقدرة ولكن الكمال الحقيقي فيه متلبس بالكمال الوهمي وبيانه أن كمال العلم لله تعالى وذلك من ثلاثة أوجه أحدها من حيث كثرة المعلومات وسعتها فإنه محيط بجميع المعلومات فلذلك كلما كانت علوم العبد أكثر كان أقرب إلى الله تعالى الثاني من حيث تعلق العلم بالمعلوم على ما هو به وكون المعلوم مكشوفا به كشفا تاما فإن المعلومات مكشوفة لله تعالى بأتم أنواع الكشف على ما هي عليه فلذلك مهما كان علم العبد أوضح وأيقن وأصدق وأوفق للمعلوم في تفاصيل صفات العلوم كان أقرب إلى الله تعالى الثالث من حيث بقاء العلم أبد الأباد بحيث لا يتغير ولا يزول فإن علم الله تعالى باق لا يتصور أن يتغير فكذلك مهما كان علم العبد بمعلومات لا يقبل التغير والانقلاب كان أقرب إلى الله تعالى والمعلوم قسمان متغيرات وأزليات أما المتغيرات فمثالها العلم بكون زيد في الدار فإنه علم له معلوم ولكنه يتصور أن يخرج زيد من الدار ويبقى اعتقاد كونه في الدار كما كان فينقلب جهلا فيكون نقصانا لا كمالا فكلما اعتقدت اعتقادا موافقا وتصور أن ينقلب المعتقد فيه كما اعتقدته كنت بصدد أن ينقلب كمالك نقصا ويعود علمك جهلا ويلتحق بهذا المثال جميع متغيرات العالم كعلمك مثلا بارتفاع جبل ومساحة أرض وبعد البلاد وتباعد ما بينها من الأميال والفراسخ وسائر ما يذكر في المسالك والممالك وكذلك العلم باللغات التي هي اصطلاحات تتغير بتغير الأعصار والأمم والعادات فهذه علوم معلوماتها مثل الزئبق تتغير من حال إلى حال فليس فيه كمال إلا في الحال ولا يبقى كمالا في القلب القسم الثاني هو المعلومات الأزلية وهو جواز الجائزات ووجوب الواجبات واستحالة المستحيلات فإن هذه معلومات أزلية أبديه إذ لا يستحيل الواجب قط جائزا ولا الجائز محالا ولا المحال واجبا فكل هذه الأقسام داخلة في معرفة الله وما يجب له وما يستحيل في صفاته ويجوز في أفعاله فالعلم بالله تعالى وبصفاته وأفعاله وحكمته في ملكوت السموات والأرض وترتيب الدنيا والآخرة وما يتعلق به هو الكمال الحقيقي الذي يقرب من يتصف به من الله تعالى ويبقى كمالا للنفس بعد الموت وتكون هذه المعرفة نور للعارفين بعد الموت يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا أي تكون هذه المعرفة رأس مال يوصل إلى كشف ما لم ينكشف في الدنيا كما أن من معه سراج خفي فإنه يجوز أن يصير ذلك سببا لزيادة النور بسراج آخر يقتبس منه فيكمل النور الخفي على سبيل الاستتمام ومن ليس معه أصل السراج فلا مطمع له في ذلك فمن ليس معه أصل معرفة الله تعالى لم يكن له مطمع في هذا النور فيبقى كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها بل كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض فإذن لا سعادة إلا في معرفة الله تعالى وأما ما عدا ذلك من المعارف فمنها ما لا فائدة له أصلا كمعرفة الشعر وأنساب العرب وغيرهما ومنها ما له منفعة في الإعانة على معرفة الله تعالى كمعرفة لغة العرب والتفسير والفقه والأخبار فإن معرفة لغة العرب تعين على معرفة تفسير القرآن ومعرفة التفسير تعين على معرفة ما في القرآن من كيفية العبادات والأعمال التي تفيد تزكية النفس ومعرفة طريق تزكية النفس تفيد استعداد النفس لقبول الهدايا إلى معرفة الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى قد أفلح من زكاها وقال عز وجل والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا فتكون جملة هذه المعارف كالوسائل إلى تحقيق معرفة الله تعالى وإنما الكمال في معرفة الله ومعرفة صفاته وأفعاله وينطوي فيه جميع المعارف المحيطة بالموجودات إذ الموجودات كلها من أفعاله فمن عرفها من حيث هي فعل الله تعالى ومن حيث ارتباطها بالقدرة والإرادة والحكمة فهي من تكملة معرفة الله تعالى وهذا حكم كمال العلم ذكرناه وإن لم يكن لائقا بأحكام الجاه والرياء ولكن أوردناه لاستيفاء أقسام الكمال وأما القدرة فليس فيها كمال حقيقي للعبد بل للعبد علم حقيقي وليس له قدرة حقيقة وإنما القدرة الحقيقة لله وما يحدث من الأشياء عقيب إرادة العبد وقدرته وحركته فهي حادثة بإحداث الله كما قررناه في كتاب الصبر والشكر وكتاب التوكل وفي مواضع شتى من ربع المنجيات فكمال العلم يبقى معه بعد الموت ويوصله إلى الله تعالى فأما كمال القدرة فلا نعم له كمال من جهة القدرة بالإضافة إلى الحال وهي وسيلة له إلى كمال العلم كسلامة أطرافه وقوة يده للبطش ورجله للمشي وحواسه للإدراك فإن هذه القوة آلة للوصول بها إلى حقيقة كمال العلم وقد يحتاج في استيفاء هذه القوى إلى القدرة بمال والجاه للتوصل به إلى المطعم والمشرب والملبس والمسكن وذلك إلى قدر معلوم فإن لم يستعمله للوصول به إلى معرفة جلال الله فلا خير فيه البتة إلا من حيث اللذة الحالية التي تنقضي على القرب ومن ظن ذلك كمالا فقد . أبو حامد محمد الغزالي
6
الداعي إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكلية جاهل، والمكتفي بمجرد العقل عن أنوار القرآن والسنة مغرور، فإياك أن تكون من أحد الفريقين وكن جامعاً بين الأصلين، فإن العلوم العقلية كالأغذية والعلوم الشرعية كالأدوية والشخص المريض يستضر بالغذاء متى فاته الدواء، فكذلك أمراض القلوب لا يمكن علاجها إلا بالأدوية المستفادة من الشريعة وهي وظائف العبادات والأعمال التي ركبها الأنبياء صلوات الله عليهم لإصلاح القلوب، فمن لا يداوى قلبه المريض بمعالجات العبادة الشرعية واكتفى بالعلوم العقلية استضر بها كما يستضر المريض بالغذاء. وظن من يظن أن العلوم العقلية مناقضة للعلوم الشرعية وأن الجمع بينهما غير ممكن هو ظن صادر عن عمى في عين البصيرة نعوذ بالله منه، بل هذا القائل ربما يناقض عنده بعض العلوم الشرعية لبعض فيعجز عن الجمع بينهما. فيظن أنه تناقض في الدين، فيتحير به فينسل من الدين انسلال الشعرة من العجين. وإنما ذلك لأن عجزه في نفسه خيل إليه نقصاً في الدين وهيهات. أبو حامد محمد الغزالي
6
الحرب الأمريكية على الإرهاب ------------------------- ------------------------- كان الرئيس الأمريكي الأسبق "بوش" أول من أعلن الحرب على "الإرهاب" عقب حادث 11 سبتمبر عام 2001م، وذلك دون تحديد لماهية هذا الإرهاب لقد أعلنها "حملة صليبية مقدسة" بالتحديد، وتم الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم العراق، وخلال هذه الأحداث كشفت الشهادات الأمريكية عن أن المراد بالإرهاب هو الإسلام، الإسلام الرافض للحداثة الغربية والعلمانية الغربية والقيم الغربية على وجه الخصوص. لقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي "فوكو ياما" في العدد السنوي "للنيوز ويك" (ديسمبر 2001 م – فبراير 2002م)، يقول: "إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الإرهاب، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر أساسية من الخطر الشيوعي، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"!. ولقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق "نيكسون" في كتابه "الفرصة السانحة" مراد الأمريكان من "الأصولية الإسلامية"، فقال: "إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وجعل الإسلام دينا ودولة، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوار"!. وعلى درب هذه الشهادات، قالت "مارجريت تاتشر" -رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق- : "إن تحدي الإرهاب الإسلامي إنما يشمل حتى الذين أدانوا أحداث 11 سبتمبر وابن لادن وطالبان، يشمل كل الذين يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع الغرب"!. وكتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" في "النيوز ويك" (عدد 14 يناير 2004) يقول: "إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب، فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في المسيحية واليهودية الغربية، وهذه الحرب هي حرب بين الأديان". وكتب السيناتور الأمريكي "جوزيف ليبرمان" – المرشح نائبا للرئيس في انتخابات عام 2000م – بقول: "إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليهم أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية، بل تتعداها إلى الدول الأخرى"!. ولأن هذه هي حقيقة الحرب الأمريكية على "الإرهاب" - التي هي بشهادة هؤلاء الشهود من أهلها "حرب على الإسلام"، كتب الصحفي الصهيوني الأمريكي "توماس فريدمان" - من "بيشاور" إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان – في "نيويورك تايمز" يقول "إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي في المدارس، ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية بسرعة، ونعود مسلحين بالكتب المدرسية الحديثة، لإقامة تربة جديدة، وجيل جديد، يقبل سياساتنا كما يحب شطائرنا، وإلى أن يحدث هذا لن نجد أصدقاء لنا هناك"!. وبعد أن نجحت أمريكا – بالاعتمادات المالية والضغوط الدبلوماسية – في تغيير وتقليص المناهج الدراسية الإسلامية – في مدارس باكستان وكثير من البلاد العربية – نشرت "الهيرالدتريبيون" الدولية مقالا للكاتب الأمريكي "ستانلي أ. فايس" يحدد فيه الخيارات أمام العالم الإسلامي: خيار العلمانية الأتاتوركية – الذي تريده أمريكا – بدلا من خيار الأصولية الإسلامية، فقال: "إن حقيقة الحرب على الإرهاب تكمن في: هل ستقوم الدول الإسلامية باتباع النموذج الاجتماعي السياسي لتركيا، كدولة حديثة علمانية؟ أو نموذج الأصولية الإسلامية؟"!. تلك هي حقيقة الحرب على الإرهاب، التي أعلنتها أمريكا، والتي جرى تعميمها على النطاق العالمي، والتي وجهت نيرانها – الحربية والفكرية والإعلامية – إلى قوى التحرر الوطني، الساعية إلى تحقيق الاستقلال الحضاري للشرق الإسلامي عن التبعية للنموذج الحضاري الغربي، والتي أكدت الشهادات الغربية الموثقة أنها حرب على الإسلام!. إنها شهادات وحقائق جديرة بأن يتعلم منها الجهلاء.. وأن توقظ الغافلين البلهاء الذين مازالوا يقتدون بالمعبود اﻷمريكي الذي اباد حضارة الهنود الحمر بالمجازر وبنى اقتصاده على ظهور عبيد افريقيا وحاك الدسائس في ارقاع العالم بإسم الحريه مسببا مجازر ابتداءا من هيروشيما ومرورا بفيتنام وابادة شعبه ومنذ ذلك التاريخ تنتقل اﻷدارة اﻷمريكية من مجزرة الى أخرى ومن إبادة شعب إلى آخر متسببة في هلاك للبشر اﻷبرياء وما انتم ببعيد من إبادة الشعب اﻷفغاني والشعب العراقي والشعب السوري و الشعب الفلسطيني الضحية اﻷقدم وﻻننسى اعوان اﻹدارة الأمريكية من اﻷوربيين وعلى رأسهم بريطانيا وحقدها على الأسلام منذ الحملة الصليبية بقيادة تشارز قلب الفأر .... لن يهداء لهم بال حتى يقوضوا كل انظمة الحكم في الخليج العربي خاصة !
6
لقد كان الحب هو سر توفيق الله لي , ولقد كان الحب هو السر الجاذب الذي سرى في حديثي المقروء و كلامي المكتوب , فكان له في أفئدة الناس التفاتة متميزة , ولو كان الزخم العلمي في كلامي هو السر , إذن لكانت رتبتي في إقبال الناس إلي متأخرة عن رتبة كثير ممن هم أرسخ مني قدما في العلم و فنونه .. لقد شاء الله لي أن أسير خلال رحلتي العلمية و الفكرية في دنيا الناس هذه , في طريق محفوف بلوحات الجمال المرئية و المسموعة .. عن يمين و شمال .. ولكم ذاب قلبي منذ نعومة أظفاري في وهج ما كانت تتقد به تلك اللوحات من نور و نار .. و ها أنا – و لا أزال سائرا على متن هذا الطريق - أرى بوارق الجمال الحق تلوح أمامي .. تلوح لعيني على البعد و أملي بالله عز و جل مزدهر و كبير أن لا تقطعني عوارض الأحلام الوردية الزائفة عن متابعة السير إلى المنتهى . بل إن رجائي من الله عز و جل أن لا يريني في صور الجمال المتنوعة الكثيرة التي تتألق من حولي إلا جمال ذاته , و أن لا يجعل في قلبي إلا وعاء لحبه . الحب : شعور انفعالي , و ليس فعلا اختياريا , و لذا لا تتعلق به الأحكام الشرعية من حرمة أو وجوب أو كراهية .. ومن المعلوم أن الأحكام التكليفية إنما تتعلق بما هو داخل في وسع الإنسان لقوله عز و جل : ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) البقرة / 2/286 . فالشارع جل جلاله لا يقول لك : لا تحب .. ولكن يقول : إذا أحببت فلا تنحرف . و لا يقول لك : لا تكره .. ولكن يقول: إذا كرهت فلا تظلم . و لا يقول لك : لا تجع ... ولكن يقول : إذا جعت فلا تسرق . ومن هنا ندرك أن على الإنسان إذا أحب , ألا يستسلم لدوافع حبه في نطاق الأعمال السلوكية و التصرفات الاختيارية إلا ضمن حدود الشريعة و أحكامها التكليفية المعروفة , و آداب الشريعة و أحكامها في علاقة ما بين الجنسين معروفة و لا مجال في هذا المقام لسردها . غير أن مشاعر الحب شيء , و تعريض الإنسان نفسه لهذه المشاعر شيء آخر .. أولهما انفعال قسري لا اختيار فيه .. و ثانيهما فعل اختياري يتحمل صاحبه نتائجه من خير و شر .. إن لوعة الحب وحدها هي السوط السائق و التيار المحرك , و المحب هو وحده الذي يبذل الجهد شوقا إلى المحبوب فيسهل بذلك عليه الصعب و يقرب أمامه البعيد , و تفنى القوى , و تذوب الحياة , و لا يرى أنه قد أوفى بعهد المحبة , أو قام بواجب شكر النعمة . وكم في المسلمين و دعاتهم من أناس لا يعجزهم أن يحلوا معضلات الدين و أن يبينوا أحكامه في عقلانية دقيقة واعية , و لكن أعينهم لا تعرف الدموع و أفئدتهم لا تذوق الخشوع , فلن تجد أي فائدة أو تأثير لعقلانيتهم الجامدة , و لن تجد في هؤلاء الناس من يتخلص يوما ما من رطانته الفكرية و أثقالها كي يندفع في سبيل من سبل التضحية و تحمل الجهد و المشاق .
محمد سعيد رمضان البوطي
6
فلتذكروني لا بسفككم دماء الآخرين .. بل اذكروني بانتشال الحق من ظفر الضلال .. بل اذكروني بالنضال على الطريق ، لكي يسود العدل فيما بينكم .. فلتذكروني بالنضال .. فلتذكروني عندما تغدو الحقيقة وحدها حيرى حزينة فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى المدينة لكنها تحمي الأمير وأهله والتابعين فلتذكروني عندما تجد الفصائل نفسها أضحت غريبة وإذا الرذائل أصبحت هي وحدها الفضلى الحبيبة وإذا حكمتم من قصور الغانيات ومن مقاصير الجواري فاذكروني فلتذكروني حين تختلط الشجاعة بالحماقة وإذا المنافع والمكاسب صارت ميزان الصداقة وإذا غدا النبل الأبي هو البلاهة وبلاغة الفصحاء تقهرها الفكاهة والحق في الأسمال مشلول الخطى حذر السيوف ! فلتذكروني حين يختلط المزيف بالشريف فلتذكروني حين تشتبه الحقيقة بالخيال وإذا غدا البهتان والتزييف والكذب المجلجل هن آيات النجاح فلتذكروني في الدموع فلتذكروني حين يستقوي الوضيع فلتذكروني حين تغشى الدين صيحات البطون وإذا تحكم فاسقوكم في مصير المؤمنين وإذا اختفى صدح البلابل في حياتكم ليرتفع النباح وإذا طغى قرع الكنوس على النواح وتجلج الحق الصراح فلتذكروني وإذا النفير الرائع الضراف أطلق في في المراعي الخضر صيحات العداء وإذا اختفى نغم الإخاء وإذا شكا الفقراء واكتظت جيوب الأغنياء فلتذكروني فلتذكروني عندما يفتي الجهول وحين يستخزي العليم وعندما يستحلي الذليل وإذا تبقى فوق مائدة إمرء ما لا يريد من الطعام وإذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من الكلام فلتذكروني فلتذكروني إن رأيتم حاكميكم يكذبون ويغدرون ويفتكون والأقوياء ينافقون والقائمين على مصالحكم يهابون القوي ولا يراعون الضعيف والصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال وإذا انحنى الرجل الأبي وإذا رأيتم فاضلا منكم يؤاخذ عند حاكمكم بقوله وإذا خشيتم أن يقول الحق منكم واحد في صحبه أو بين أهله فلتذكروني وإذا غزيتم في بلادكم وانتم تنظرون وإذا اطمأن الغاصبون بأرضكم وشبابكم يتماجنون فلتذكروني فلتذكروني عند هذا كله ولتنهضوا باسم الحياة كي ترفعوا علم الحقيقة والعدالة فلتذكروا ثأري العظيم لتأخذوه من الطغاة وبذاك تنتصر الحياة فإذا سكتم بعد ذلك على الخديعة وارتضى الإنسان ذله فانا سأذبح من جديد وأظل اقتل من جديد وأظل اقتل كل يوم ألف قتلة سأظل أقتل كلما سكت الغيور وكلما أغفا الصبور سأظل اقتل كلما رغمت أنوف في المذلة ويظل يحكمكم يزيدها ... ويفعل ما يريد وولاته يستعبدونكم وهم شر العبيد ويظل يلقنكم وإن طال المدى جرح ال .
عبد الرحمن الشرقاوي
6
إن العرب والمسلمين قوم فاسدون، مفسدون، فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية، تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات، ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم، هو إعادة احتلالهم، واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية، وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة ,لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان، إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية الإسلامية إلى وحدات عشائرية، وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم، أو التأثر بانفعالاتهم، وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية دون مجاملة ولا لين ولا هوادة، ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها قبل أن تغزوا أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها.
6
فى عالم يبحث عن الحرية نصور الاسلام دين استبداد، وفى عالم يحترم التجربة، ويتبع البرهان نصور الدين غيبيات مستوردة من عالم الجن وتهاويل مبتوتة الصلة بعالم الشهادة وفى عالم تقارب فيه المتباعدون ليحققوا هدفا مشتركا فلابأس ان يتناسوا أمورا ليست ذات بال، فى هذا الوقت ترى ناسا من الدعاة يجتون افكارا بشرية باعدت بين المسلمين من الف عام ليشقوا بها الصف ويمزقوا بها الشمل!! ان الثقافة الاسلامية المعروضة تحتاج الى تنقية شاملة، وان الدعاة العاملين فى الميدان التقليدى يجب ان يغربلوا لنعدم السقط، وننفى الغلط .
محمد الغزالي
6
لقد قرّر اليهود إقامة وطن قومي لهم في فلسطين, وتحوّلت أمانيهم الدينية إلى مخططات مدروسة تنفَّذ بدقة وصرامة.فهم باسم التوراة والتلمود جاءوا. وتحت شعارات من الوحي الذي يقدِّسونه تحركت مواكبهم من أرجاء الشرق والغرب صوب فلسطين.وفلسطين عندما قرّر اليهود الاستيلاء عليها لم تكن أرضاً خلاءً, بل كانت مسكونة بألوف مؤلفة من العرب.ومعنى تهويد هذه الأرض طرد مَن عليها من سكان أو إبادتهم وفق تعاليم العهد القديم.وقد أعان الاستعمار إعانة فعّالة على تحقيق هذه الغايات وتقريب بعيدها وتذليل صعابها, وانتهى الأمر في سنة 1368هـ إلى قيام دولة لليهود تحاول البقاء في وجه مقاومة متفرقة من العرب الذين صحوا على أشباح الضياع والذل والخيانة تحيط بهم من كل مكان, فهل يحتاج فهم هذا الموقف إلى ذكاء سطحي أو عميق؟إن الحرب قد أُعلنت بالفعل على العرب, وهدفها المحدّد إجلاؤهم أو إفناؤهم وإقامة وجود ديني يهودي على أنقاض جنسهم ورسالتهم وكتابهم فأين مكان الإسلام في هذا الوضع؟إن السلام هنا معناه الاستسلام للذبح, معناه قيام إسرائيل لا داخل حدودها الحالية وحسب!! بل في الإطار الذي رسمته التوراة من الفرات إلى النيل!!ومعنى هذا – دون كدِّ الذهن أو إعمال الذكاء – سحق الوجود العربي الإسلامي في الشرق الأوسط, ثم الإجهاز على أطراف الأمة الإسلامية الكبرى في إفريقيا وآسيا بعد زوال الكيان العربي الأصيل, إذ العرب دماغ الإسلام وقلبه! وتلك هي الغاية التي تسعى لها قوّى كثيرة, وتتجمّع لتحقيقها عناصر شريرة.وإني ألمس وراء التحركات الكثيرة ضد فلسطين وأهلها هذه النيّات السود وتلك الأهداف الرهيبة, وإن أعجب فعجبي للذين يقادون إلى مصارعهم وهم مخدَّرون, وتلطمهم الأحداث وهم غافلون.{أولا يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين ثم لا يتوبون ولا هم يذكرون} [التوبة: 126].إن الحرب فُرضت فرضاً على العرب فلا خيار لهم بإزائها, ولا مكان للتساؤل عن فرص تجنبها بعدما دارت رحاها على يومنا وغدنا.ولا معنى لتجنُّب الحرب إلا الاستسلام للفناء, والرضا بالتلاشي والانقضاء, وما دام القتال قد كُتب علينا بدوافع دينية وأحقاد تاريخية وأطماع استعمارية, وما دامت غايته إبادتنا, فلا بدن أن نتلاقى عرباًَ ومسلمين, حكومات وشعوباً لرد هذه الغائلة, واستبقاء وجودنا المهدَّد.إن الحرب المعلَنة علينا دينية لا يماري في ذلك عاقل, وما دامت العقيدة سلاحاً يرتكز عليه العدوان, فلمَ لا تكون العقيدة سلاحاً يرتكز عليه الدفاع؟وما معنى إبعاد الإسلام عن معركة هو فيها مستهدَف؟ وأمنه فيه ضحية اليوم والغد؟إنني أعتقد في أعماق قلبي أن إبعاد الإسلام عن المعركة لا يخدم إلا اليهود ومَن وراءهم من الحاقدين على رسالة محمد وجنسه والقدامى والمحدثين.وإبعاد الإسلام عن القتال الدائر أنفع ليهود من إمدادهم بألف طائرة من أفتك طراز.إنه لا يفل الحديد إلا الحديد, ولا يصد عدواناً يعتمد على دين إلا دفاع يستند إلى دين قذائف الحق .
محمد الغزالي
6
الحكم والمقولات التي تم نشرها مؤخراً
حكم ومقولات عن المزح والنكد
حكم ومقولات عن عن الصداقه
حكم ومقولات عن الله
حكم ومقولات عن حب الله
حكم ومقولات عن عبارات دينيه
حكم ومقولات عن التوبة
حكم ومقولات عن الورد
المقولات والحِكم بالأعلى جُمعت من الشبكة العنكبوتية ومن مصادر متنوعة غير رسمية ولاتعبر عن رأينا بأي شكل من الأشكال
2025-09-22 01:21:10